فرصة للمواهب الشابة.. مهرجان "سينيميد" منصة انطلاق للمواهب السينمائية في بلدان المتوسط

ا ف ب - الأمة برس
2023-10-28

المخرج الفرنسي روبير غيديغيان في تولوز جنوبي فرنسا في 12 كانون الثاني/يناير 2022 (ا ف ب)

مونبيلييه - يشكّل مهرجان "سينيميد" Cinemed للسينما المتوسطية، الذي يختتم دورته الخامسة والأربعين في مدينة مونبيلييه بجنوب فرنسا اليوم السبت، أحياناً بوتقة للمواهب الشابة التي تخطو خطواتها الأولى في هذا الحدث قبل أن تنطلق نحو النجومية في المجال.

ومن بين الأفلام التسعة المتنافسة للفوز بجائزة "أنتيغون الذهبية" لأفضل فيلم روائي طويل، إنتاجات تونسية ومغربية وإسرائيلية وفرنسية وإيطالية، قُدّم أربعة منها في السنوات الأخيرة في إطار "منحة المساعدة على التنمية" المقدّمة من المهرجان.

وقد أتاحت هذه المنحة دعم 109 مشاريع سينمائية، 50 منها رأت النور في مختلف بلدان المتوسط.

ويقول مدير مهرجان "سينيميد" كريستوف لوبارك لوكالة فرانس برس "لم يكن تولي دور الوساطة وتشجيع بروز الأفلام من مسؤولية المهرجانات في الأساس".

ويضيف "أدركنا أن المهم هو أن أصحاب مشاريع الأفلام التي لم تكتمل بالضرورة يجب أن يحصلوا على المال للتمكن من مواصلة الكتابة وإكمال السيناريو".

في بدايات مسيرته، قدم المخرج السينمائي روبير غيديغيان المتحدر من مرسيليا، مشروع فيلمه الأول للحصول على منحة في المهرجان المتوسطي في مونبيلييه، قبل أن يتم استقباله كضيف شرف خلال الدورة الأربعين في عام 2018، على ما يؤكد لوبارك أيضاً.

وهذه الحال أيضاً بالنسبة للإسبانية كارلا سيمون التي جاءت عام 2015 لتقديم مشروعها السينمائي الأول.

وتستذكر سيمون "لقد كان (مهرجان "سينيميد") من أول الأماكن التي وثق فيها الناس بي"، على الرغم من أنها لم تحصل على منحة في ذلك الوقت.

وهي عادت هذا العام إلى مونبيلييه كشخصية بارزة في "الموجة الكاتالونية الجديدة"، وتُوّجت بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين عام 2022 عن فيلمها الثاني "ألكاراس".

وفي عام 2019، حصل المخرج الفرنسي كريم بن صالح على منحة لفيلمه الروائي الأول "Six pieds sur terre".

وقال بن صالح الأربعاء الماضي أمام منزل صالة مكتظة بالحضور أثناء عرض فيلمه ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان "سينيميد" السينمائي المتوسطي "العودة إلى هذا المهرجان الذي انطلقتُ منه لها نكهة خاصة".

وأضاف "كانت هذه المنحة حاسمة لأنها سمحت لي بالعمل على السيناريو، ولكن أيضاً برصد الممثلين وإيجادهم"، من روبيه (شمال فرنسا) إلى نيس (جنوب).

والأفلام الثلاثة الأخرى الحائزة سابقاً منحاً والمشاركة في المنافسة على جائزة أنتيغون الذهبية مساء السبت هي "إكسكورشن" للبوسنية أونا غونياك، و"آنا" للإيطالي ماركو أمينتا، و"Backstage" للمغربي خليل بنكيران والتونسية عفاف بن محمود.

- مشاريع عربية -

يستعرض مؤلفو 14 مشروعاً سينمائياً طويلاً غير مكتمل، أعمالهم واحداً تلو الآخر أمام لجنة تحكيم قاسية أحياناً في قاعة اجتماعات بأحد الفنادق القريبة من المهرجان.

وأمام كل منهم نصف ساعة لإقناع المهنيين الأربعة، من منتجين أو موزعين، بفائدة تقديم يد المساعدة لهم.

وتسأل إحدى أعضاء لجنة التحكيم المخرجة الجزائرية أمل بليدي التي تحاول الحصول على منحة لدعم مشروعها السينمائي بعنوان "ميمونة"، "ألا يُستحسن وضع مشهد حرق الذات في بداية الفيلم وليس في النهاية؟ ولماذا لا تمارس شخصيتاك العلاقة الحميمة؟".

وتقول بليدي "بالنسبة للجزائر، فيلمي يتخطى الحدود، لكن يبدو أنه لا يتمتع بالجرأة المطلوبة بالمنظور السائد هنا ربما". وتقر خلال مغادرتها المسرح بأنه "من الجيد أن نواجه هذا النوع من ردود الفعل، إنه أمر مثير للاهتمام".

كما أن المخرجة اللبنانية كاتيا صالح ومنتجتها نادين نعوس، كان لديهما شعور بـ"الرهبة" خلال الحوار الشفهي مع اللجنة، بحسب قولهما خلال عرض مشروعهما أمام لجنة المنح.

ومن شأن مبلغ الـ 4000 يورو الذي حصلتا عليه مع ذلك أن يسمح لهما بإكمال سيناريو وحوارات فيلم الكوميديا السوداء "La Mort ne m'aura pas vivant".

وحصل مشروع سينمائي للمخرج الفلسطيني وسام الجعفري على منحة قدرها 8 آلاف يورو من المركز الوطني للسينما والصور المتحركة في فرنسا. وقد اضطر الجعفري إلى أن يدافع عن مشروعه عبر تقنية الاتصال بالفيديو، إذ تعذر عليه السفر بسبب الصراع المستمر بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في غزة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي