انتخابات فرعية في إنكلترا يخيم عليها ظل بوريس جونسون    

أ ف ب-الامة برس
2023-10-18

 

 

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك متحدثا امام طلبة في مدرسة بشمال لندن في 16 تشرين الاول/اكتوبر 2023. (أ ف ب)   لندن: يتوجه الناخبون الخميس إلى صناديق الاقتراع في إحدى دوائر وسط إنكلترا، في استحقاق انتخابي يشكل اختباراً من شأنه أن يعطي رئيس الوزراء ريشي سوناك فكرة عن حجم المهام المترتبة عليه في حال أراد البقاء في الحكم.

وتجرى الانتخابات في دائرة ميد-بيدفوردشير، بعد استقالة النائبة المحافظة نادين دوريس، المدافعة المتحمسة عن رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، التي اضطُرّت إلى الاستقالة بعد سلسلة فضائح أبرزها فضيحة الحفلات التي أقامها جونسون في مقر رئاسة الوزراء خلال قيود جائحة كوفيد، أو ما عُرف بـ"بارتيغيت".

وتقام الانتخابات تزامناً مع استحقاق انتخابي آخر لاختيار بديل عن كريس بينشر، الذي فُصل بسبب اعتدائه جنسياً تحت تأثير الكحول على رجلين في نادٍ ليلي راقٍ في لندن، في قضية سددت ضربة قاصمة لبوريس جونسون.

وفي دائرة ميد-بيدفوردشير، معقل المحافظين منذ عام 1931، فازت نادين دوريس بأغلبية كبيرة حاصدة 24 ألف صوت، عند انتصار حزب المحافظين في كانون الأول/ديسمبر 2019.

من هنا، فإن أي هزيمة في هذه الدائرة ستمثل انهيارا كبيرا للحزب.

وفي ظل تفاقم أزمة الغلاء المعيشي، يسجل معسكر ريشي سوناك تأخراً كبيراً في السباق أمام المعارضة العمالية، بقيادة كير ستارمر، بانتظار الانتخابات المقبلة المتوقعة في موعد أقصاه كانون الثاني/يناير 2025.

ولذلك فإن هذه الانتخابات الفرعية تثير اهتماماً واسعاً.

- "الغلاء يطال كل شيء" -

في هذه الدائرة الريفية في وسط إنكلترا، يتوقع متقاعدون كثر أن يحتفظ المحافظون بالمقعد، لكن في غياب بوريس جونسون صاحب الشخصية الكاريزمية، سيواجهون صعوبات في العام المقبل.

من جانبهم، غالباً ما يعبّر الناخبون الأصغر سناً عن سخطهم من الزعماء السياسيين لدرجة أنهم لن يصوتوا في انتخابات الخميس أو العام المقبل.

ولم تقرر لي آن مون، وهي عاملة في مجال رعاية الأطفال تبلغ 31 عاماً، بعد لمن ستدلي بصوتها. لكن تكلفة المعيشة تشكل الشاغل الرئيسي لهذه الأم لطفل صغير، المقيمة في مدينة أمتهيل الصغيرة.

وتوضح لوكالة فرانس برس أن أسعار السلع "تضاعفت"، و"ازدادت تكاليف التسجيل في دور الحضانة، والغلاء يطال كل شيء، والأمر صعب للغاية".

ويأمل حزب العمال في تكرار إنجاز الانتخابات التشريعية الفرعية الأخرى في الشمال، حيث نجح في تموز/يوليو في انتزاع معقل كان يحتفظ به المحافظون مع أغلبية 20 ألف صوت.

وفي اليوم نفسه، تمكّن المحافظون من الاحتفاظ بدائرة بوريس جونسون الانتخابية، على خلفية رفض رئيس بلدية لندن العمالي صادق خان فرض ضريبة على المركبات الأكثر تلويثا للبيئة.

وتقول مورين دنلوب، وهي عاملة متحف سابقة تبلغ 75 عاما، إن "التخلص من بوريس" كان خطأ بالنسبة لحزب المحافظين.

وقالت في إشارة إلى فضيحة "بارتيغيت"، "أعلم أنه كان أحمق، لكنني لا أعتقد أنهم سيفوزون بدونه" العام المقبل.

- بلا أوهام -

في عام 2019، فاز بوريس جونسون بأغلبية لم يسبق لها مثيل منذ مارغريت تاتشر (1979-1990)، وانتزع من حزب العمال "الجدار الأحمر" التقليدي في شمال إنكلترا الذي تراجعت فيه أنشطة الصناعة.

وتتوقع دنلوب أن "كل الأشخاص الذين فضلوا التصويت للمحافظين بدل العماليين بسببه سيعودون للتصويت إلى حزب العمال".

وسيسعى المحافظون إلى إقناع الناخبين بأن الاقتصاد قد عاد إلى المسار الصحيح بعد الفشل الذريع الذي مُنيت به ليز تراس التي لم تستمر طويلاً في موقعها، وتخفيضاتها الضريبية التي لم توفر لها أي تمويل في المقابل.

ويقول ناخب آخر في أمتهيل، طالباً عدم الكشف عن هويته "إن أزمة تكلفة المعيشة تخلق حالة من الفوضى".

ويضيف الرجل البالغ 76 عاماً، "أصوّت عادة للمحافظين، وربما سأفعل ذلك مرة أخرى، لكنهم لم ينجزوا الكثير"، معتبراً أن "بوريس جونسون أبلى بلاء حسناً".

لكن الاستحقاق الانتخابي المرتقب لا يثير أي اهتمام لدى نيال بارنافيل.

ويقول هذا المهندس البالغ 26 عاماً "بالنسبة لي، لن يُحدث ذلك أي فرق"، مضيفاً "لكي أصوت، يجب أن يكون لدي مستوى معين من الثقة، وأنا لا أملك ذلك".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي