لوموند: بين ماكرون وبن سلمان.. مصالح ليست متقاربة دائمًا

2023-06-17

أشاد ماكرون بدعوة محمد بن سلمان للرئيس فولوديمير زيلينسكي لإلقاء كلمة أمام جامعة الدول العربية في جدة في 19 مايو/أيار باعتبارها ”نقطة تحول (أ ف ب)

تحت عنوان: “بين ماكرون وبن سلمان.. مصالح ليست متقاربة دائمًا”، قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن غداء العمل بين الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي، الجمعة بقصر الإليزيه، كان شكلاً من أشكال المقبلات، معتبرة أن الأمير الشاب يعرف الآن أنه لا مفر منه ويستخدم دبلوماسية شاملة بهدف تعزيز المصالح الاقتصادية للمملكة وما بعد النفط (رؤية 2030). تزداد قوته، ولاشيء يتم بدون السعوديين.

واعتبرت الصحيفة أن اللقاء في قصر الإليزيه بين محمد بن سلمان وإيمانويل ماكرون، اللذين يتحدثان مع بعضهما بعضا بانتظام عبر الهاتف، كان فرصة لإلقاء نظرة عامة على العلاقات الثنائية والقضايا الحالية.

فيما يتعلق بأوكرانيا، وهي قضية ذات أولوية بالنسبة إلى باريس، قالت “لوموند” إن الرئيس ماكرون يحاول إقناع المملكة العربية السعودية باستخدام نفوذه مع روسيا لإيجاد طريقة للخروج من الأزمة التي تحافظ على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها. كجزء من شراكتها مع موسكو داخل أوبك +، تواصل الرياض مع ذلك الاحتفاظ بحصتها مع خفض إنتاجها للحفاظ على ارتفاع أسعار الذهب الأسود.

وأشاد ماكرون بدعوة محمد بن سلمان للرئيس فولوديمير زيلينسكي لإلقاء كلمة أمام جامعة الدول العربية في جدة في 19 مايو/أيار باعتبارها ”نقطة تحول”.

ثم تحدث ماكرون وبن سلمان حول التطبيع الدبلوماسي مع إيران والخطوط العريضة لتوازن إقليمي جديد. ومن المنتظر أن يصل رئيس الدبلوماسية السعودية الأمير فيصل بن فرحان إلى طهران غدا السبت لافتتاح السفارة الجديدة. بعد إبرام وقف إطلاق النار في اليمن والضغط من أجل إعادة تأهيل رئيس النظام السوري بشار الأسد في جامعة الدول العربية، تنتظر الرياض إشارات من طهران. لكن المملكة لن تعارض حدا أدنى من الاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران للحد من تخصيب اليورانيوم مقابل الإفراج عن الأموال التي تجري مفاوضات بشأنها بحسب وسائل إعلام أمريكية.

واعتبرت “لوموند” أن مصالح الرياض وباريس لا تتماشى مع القضايا الإقليمية، موضحة أن إيمانويل ماكرون غير مستعد للاستسلام للضغط السعودي لإعادة العلاقات مع الحكومة السورية وتخفيف العقوبات المفروضة على البلاد.

من جهة أخرى، على الرغم من الطلبات الملحة من رئيس الدولة الفرنسية، فإن محمد بن سلمان لا يريد التورط في الملف اللبناني، في حين يتوقع أن يزور جان إيف لودريان ، “المبعوث الشخصي للبنان” من قبل السيد ماكرون، بيروت في محاولة لإقناع الأطراف على الاتفاق من أجل الخروج من المأزق السياسي.

ونقلت الصحيفة عن خبير في الملف لم تذكر اسمه، قوله إن هذه الزيارة ليست ولادة شراكة إستراتيجية فرنسية-سعودية، بل الغرض منها هو قبل كل شيء ترويجي، إذ يقام يوم الاثنين حفل استقبال برعاية محمد بن سلمان للترويج لترشح الرياض لمعرض إكسبو 2030، بحضور مندوبين مصوتين من الدول الأعضاء في المكتب الدولي للمعارض، الذين قدموا إلى باريس للمشاركة في فعاليات إكسبو 2030.

تدعم فرنسا ترشيح المملكة ضد ترشيح إيطاليا وكوريا الجنوبية وأوكرانيا. وستكون القمة من أجل ميثاق مالي عالمي جديد، والتي ستعقد في باريس يومي 22 و23 يونيو، فرصة أيضًا لولي العهد السعودي للتقرب من خمسين أو نحو ذلك من رؤساء الدول والحكومات الحاضرين، ولا سيما رؤساء الدول والحكومات من إفريقيا، بحسب “لوموند”، مضيفة أنه سيكون حاسما عندما يتم منح إكسبو 2030 في نوفمبر. يمكن أن تقوم المملكة العربية السعودية ببادرة من خلال تمويل مبادرة الرئيس الفرنسي هذه لمحاربة الفقر وتغير المناخ.

سيكون تنظيم معرض إكسبو 2030 في الرياض عرضًا رائعًا لإظهار تحول المملكة للعالم، كجزء من رؤية 2030، حيث شرع محمد بن سلمان في سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية لتنويع اقتصاد بلاده، من السياحة إلى الرياضة وانتقال الطاقة.

ويرافقه وفد كبير من الوزراء ورجال الأعمال إلى باريس للترويج لفرص الاستثمار، مثل رئيس الصندوق السيادي السعودي. ويفترض أن يذهب محمد بن سلمان أيضًا إلى معرض باريس للطيران للترويج للشركة السعودية الجديدة للطيران. فهل سيعلن عن شراء طائرات إيرباص بهذه المناسبة؟ تتساءل “لوموند”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي