
يمكن لمشاعر الخوف والقلق أن تنهكنا، وتحدَّ من قدرتنا على عيش حياة مرضية. ومع ذلك، من خلال قوة اللاوعي لدينا، نستطيع التغلب على هذه المشاعر السلبية، وتحقيق شعور بالسلام والهدوء.
تمت دراسة الخوف والقلق على نطاق واسع في علم النفس وعلم الأعصاب، وألقت هذه المجالات الضوء على الآليات الأساسية لهذه المشاعر، وقدمت أيضاً رؤى حول كيفية التغلب على الخوف والقلق.
تساعد التأكيدات الإيجابية في تغيير أنماط التفكير السلبية، ويمكن استخدامها لتحدي المعتقدات السلبية، واستبدالها بمعتقدات إيجابية. على سبيل المثال: إذا كان لديكِ خوف من التحدث أمام الجمهور، فيمكنكِ استخدام تأكيدات إيجابية، مثل: "أنا واثقة وقادرة"، و"أنا مستعدة جيداً، ومستعدة لتقديم عرض رائع".
التصور هو تقنية قوية، يمكن أن تساعد على تقليل الخوف والقلق، تصوري أمراً إيجابياً، وتخيلي نفسكِ أنك نجحت في إتمام مهمة أو التغلب على الخوف. على سبيل المثال: إذا كان لديك خوف من المرتفعات، فيمكنكِ تصور نفسك تتسلقين جبلاً، أو تقفين على قمة مبنى طويل، وتشعرين بالهدوء والثقة.
يساعد الامتنان على تحويل تركيزكِ من الأفكار والعواطف السلبية إلى الأفكار الإيجابية، ومن المهم أن تأخذي بعض الوقت كل يوم للتفكير في الأشياء التي تشعرين بالامتنان لها، سواء كان صديقاً داعماً، أو أحد أفراد العائلة، أو غروب الشمس الجميل، أو كتاباً جيداً.
الخوف والقلق عاطفتان متميزتان، غالباً تعتريان الناس في مواقف مختلفة.
الخوف هو استجابة لمحفز أو موقف معين ينظر إليه على أنه خطير، ويمكن أن يكون مفيداً في مواقف معينة، في حين أن القلق هو شعور أكثر عمومية بعدم الارتياح، والقلق المزمن يؤثر في حياتنا اليومية، ما يصعب علينا التركيز والنوم والعمل بشكل طبيعي.
يمكن أن تؤدي الأفكار السلبية إلى الخوف والقلق. ومن المهم تحدي هذه الأفكار من خلال سؤال نفسك عما إذا كانت هذه المشاعر تستند إلى الواقع، أم أنها مجرد افتراضات. على سبيل المثال: إذا كان لديك خوف من الطيران في طائرة، فقد تخبرين نفسكِ بأن الطيران أمر خطير، وأنكِ لن تصلي أبداً إلى وجهتكِ، ومع ذلك فإن هذا لا يعتمد على الواقع، فالطيران هو أحد أكثر أشكال السفر أماناً.
يمكن أن يساعد التنفس العميق في تهدئة الجسم وتقليل القلق، ومن المهم التنفس ببطء وعمق، وحبس التنفس لبضع ثوانٍ، ثم الزفير ببطء. تساعد هذه التقنية على تنشيط استجابة الاسترخاء في الجسم، ما يقلل التوتر والقلق، كما ينشط التنفس العميق نظامنا العصبي السمبثاوي، الذي له تأثير معاكس للجهاز العصبي الودي، وهو النظام المسؤول عن تنشيط استجابتنا للإجهاد.