الكاتب

2023-03-22

سومر شحادة

وقُلْ شُكراً

للعصافير التي أَذِنَتْ لِلفجر أنْ يأتي

وإلّا لأحالَ قَتلُك الأزهارَ والآدميّين

الليلَ الفائتَ

من كتلة الغضب

التي تصاعدت في الصمت،

مِزقاً وسفائفَ.

لأحالَ سكاكينكَ خردةً

وقلاعكَ عَصْفاً

وكان يمكن لحرّاسك

أن يقتلوك

ولعسسكَ

أن يُخبروا عنكَ الطرقات

لكنْ أيُّها الكاتب،

قُلْ للحياة العادية شكراً

لأنَّها رمتك في غفلةِ اليومي

كما لو كنتَ مجرَّد عابرٍ.

سيدعونكَ العابر،

وأنتَ عابرٌ

لا يحرِّككَ الحشدُ،

الذي تناسَل من كلماتكَ

وخرجَ إلى الشارع غاضباً

يهتفُ بالنَدم

ويقطعُ على المشاة

هَدْأتهم

وكأنّه حشدٌ خرج للتوّ،

لينظرَ إلى القيامة

لكنَّك عابرٌ

لمَ يفِقْ بَعدُ من ذاكرته

ولم يخرج إلى الشارع،

الذي هتفَ فيهِ مراراً

باِسم الوقت الذي كثيراً ما رآه

يتكسَّر بقسوةٍ وحزن،

على العتبات وفي الأدراج.

لربما اختطفتَ الكلمةَ

في البدء،

من غير أن تبتكرها.

لربما أنتَ خاطفٌ ومُختَطَفٌ

وما عبورك

إلّا سيرة للخطف

من غير أنْ تكون طاغية

من غير أنْ تكون خارجَ كلماتك

حتَّى وَلو طَللاً.

إذاً،

هذا فراقٌ بيننا.

أنتَ عابرٌ

قلتها مراراً

للمدينة التي تسكنها

وللمنزل

وقلتها للفتاة في المقهى

وللمقهى

طوال ستّة عشر عاماً

تقول الكلمة نفسها.

أيضاً،

قلتها للشعر

لكنك لم تفارق أيًّا منها

ما فعلتَهُ فحسب؛

جعلتَ الإقامة مستحيلةً

والفراق مستحيلاً.

وأخالُ أنَّك حيثُ تقيم

مكانٌ مأهولٌ بالوداع.

روائي من سورية








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي