نورٌ نسيه النهار على العشب

2023-03-11

منير الإدريسي

غيومٌ بيضاء

تربضُ هناك، في هذه الظهيرة

فوق أسطح البنايات

على هضبة الدُّوم، والنهر.

ناصعة

تتقلّبُ في نفسها ببطء... مخاض لفائض الشكل

من مخزون قويٍّ من الضوء

وماء المحيط المتبخِّرِ.

برهانُ رسّامي القرن السابع عشر...

صافية تنعكس على صفحة هذا النّهر... صابونة للرُّوح.

من يتجرّأ على قول جمال هذه الغيوم...

أو دوزنة بداهتها بدِعة على آلة تْشِيلْلُّو رخيم؟!

غيوم بيضاء

أكثر وضوحاً تبدو بزجاج شفّاف لنظارةٍ

يغوص ملء شِعرٍ أبيض

من غبطة الضوء.

قبل أن تتشرّب

شيئاً فشيئاً لون السُّخام

فتبرّدُ ممشى الغابة،

يسلكهُ شاعر بذات النظارة، في معطف أحمر شمعيٍّ، يعجز أن يمشي...

حالماً على هذه الأرض دون عكّازات غيوم.

■ ■ ■

بجعات بيضاء

في بِركة الغابة، بجعات بيضاء

لا يقوَى القدرُ على ليِّ أعناقها الليِّنة الطويلة...

فيما يهوي على كاهلي كما لو كنتُ تمثالاً من الجصِّ.

في مياهها السوداء، تطفو بين بذور هَوَتْ خفيفاً عن الأشجار.

هانئة، سالكة على الدوام

في لحظة [الآن]،

سعيدة ملء حياة بين عدمين، تفتقدها حكمتي، ويدي.

تتزاوج كما اتّفق، تضجُّ بالصياح وتنسى...

ترفع من حين لآخر رؤوساً صغيرة

خالية من الأفكار

ثمّ تغطسها

ببداهةِ تفتّح زهرة.

وحين تنفق إحداها

تفعل ذلك في الوقت المناسب

مريحة عنقها الطويل بهدوء على الأرض

إلى آخر المساء

مثل نُور نَسِيَهُ النهارُ على العشبِ، بين تلك الأشجار.

شاعر من المغرب








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي