ظننّا البحر سراباً وبقينا

2023-03-06

فاهِه آرمِن

مرّة أُخرى

يُسمع صوتٌ مخمورٌ

في هذه الغرفة.

صوتٌ كأنه تنهيدةٌ قصيرةٌ

لحظةً قبل القُبلة الأُولى

في المراهقة.

صوتٌ مثل حفيف الورق

في يد الشاعر

لحظةً قبل خلق العالم

في قصيدةٍ أُخرى.

■ ■ ■

كانت الجنّةُ هنا

في هذه القصيدة

والجحيم أيضًا

حيث غمز الإله لي

وسَلَّم الخنجرَ

للشيطان.

■ ■ ■

احتجَّ عليَّ

بأنه يجب

أن أعيش بين الأوراق

وأن أموت

بين هذه الأوراق.

لا أعرف

ما إذا كان

قد شتمني

أو صلّى من أجلي.

■ ■ ■

أحيانًا

رأينا السراب بحرًا

وتشرّدنا

أحيانًا

في حالة من اليأس

ظننّا البحر سرابًا

وبقينا.

■ ■ ■

أحبُّ أن أذهب

إلى مكانٍ ما

أن ألتقي بأصدقائي

لكنّني في كلِّ مرةٍ

أجدُ عذرًا

لعدم الذهاب

والبقاء في بيتي.

أحبُّ أن أُخبر الكثير

من الناس

بأنني أحبُّكم

لكنني عندما

أنظرُ إلى عيونهم

أظلُّ صامتًا.

■ ■ ■

ركبتُ القارب

الذي رسمه ابنُ الجيران

سرًّا

على جدار غرفتي

الأزرق.

أودّ الخروج

إلى خليج سان فرانسيسكو

الليلة.

■ ■ ■

لقد سرقتُ

هذه المرآة

من فتاةٍ جميلةٍ

في زقاقٍ مظلمٍ

عندما كنتُ طفلًا.

والآن لديّ رغبةٌ

في السرقةِ مرّة أُخرى

سرقةِ امرأةٍ جميلةٍ

تضحكُ في هذه المرآة

ويتكرّر العالم جمالًا.

أنا أقول الحقيقة

انظري.

■ ■ ■

أريد أن أخرج

من هذا السرير اللعين

أن أمشي على الأرض

كبقية الناس

أن أستمع إلى أُغنيةٍ

تُغنّى

في قلب الليل

أن أنام وأحلم

أن أرى رؤيا

أو أن أرى كابوسًا.

بطاقة

شاعر إيراني أرمني من مواليد مدينة مشهد عام 1961، ويقيم في طهران. له في الشعر مجموعاتٌ عدّة، منها: "بعد عبور الكراكي"، و"لا أحب أن أكون شاعرًا أحيانًا"، و"كَلَون نهر الدانوب"، و"الأرواح المسحورة".

ترجمة عن الفارسية: حمزة كوتي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي