بعد سقوط الاقنعة عمن كان يعول عليهم لرفض هذه الثقافة الخطيرة

انتفاضة كبرى لسكان مدينة ديربورن الأمريكية على خلفية صدور كتب تتحدث عن المثلية الجنسية

الأمة برس
2022-10-24

من الاجتماع الحاشد لسكان ديربورن الرافض للكتب المثلية (تصوير عباس شهاب)إستبرق عزاوي – ديترويت - الأمة برس

لا تزال دائرة الجدل تتسع بين أوساط جاليتنا العربية القاطنة في مدينة ديربورن، على خلفية صدور عدد من الكتب في مكتبات المدارس للمدينة المذكورة، الامر الذي أثار حفيظة الاهالي والسكان عربا وامريكان، الذين أصيبوا بمزيج من المشاعر الأستياء، التي أثمرت عن ردات فعل شديدة الوطأة ،على الجهات الحكومية في هياكلها التنفيذية والتشريعية ، ومازالت القضية تتفاعل في أروقة مختلفة بين هذه الهياكل من جهة، والاهالي وإدارات المدارس من جهة أخرى .
وكمواطنة أمريكية من أصل عربي وأعتنق الديانة الاسلامية وأحترم قوانين البلد الذي نتشرف بحمل جنسيته ، لابد من الاشارة الى أن من المعروف أن مجتمع الولايات المتحدة الواسع الذي ينتشر بين جنبات 50 ولاية يتسم بالتنوع الثقافي والديني والعرقي وتلك النقطة يعبر عن الامريكيون بأنها عنصر قوة لامريكا ، ولكن ثمة تساؤلات لابد من وضعها أمام طاولة المشّرع الامريكي والجهات التنفيذية لتلك التشريعات والقوانين ، وهي طالما أن المواطن الامريكي من أصل عربي ويعتنق الاسلام ينفذ القانون ويمتثل لبنوده ومواده ويدفع ما عليه من الضرائب ، ألا يحق له من الاعتراض على خطوة يعتبرها تهديد لأمنه الاخلاقي وإلتزامه الديني ؟

من الاجتماع الحاشد لسكان ديربورن الرافض للكتب المثلية (تصوير عباس شهاب)
لا سيما أن هذا البلد يحترم الخصوصية الدينية والثقافية ؟ فليس من المعقول أن يتم الترويج لأفكار كالمثلية على الرغم مما وصل اليه مجتمعها من نيل حق الزواج والاشهار بتوجهها وميول عناصر مجتمعها ، إلا أن الكثير من فئات المجتمع الامريكي بما فيهم من أصول أوربية يرفضون التوجه العام، الذي تم تبنيه قبل سنوات الخاص بنشاط المثليين وحضورهم في الاعلام والاروقة الحكومية وبعض منظمات المجتمع المدني ، لانهم يعتبرون هذا السلوك لا يتسق مع مبادئهم الدينية المسيحية المحافظة ، كذلك الحال لدى الطوائف اليهودية المحافظة ، وبما أن الدستور الامريكي يكفل حرية إطلاق الرأي والرأي والاخر ، ويكفل حرية الصحافة ، والحرية الدينية ، لذا جاليتنا العربية والمسلمة لها الحق في التعبير عن رفضها لتلك الخطوة غير الموفقة والمتمثلة في طبع 7 كتب تتحدث عن المثلية الجنسية، وحين سألنا بعض سكان المدينة ممن نجاورهم في المنطقة اجابوا بقلق وخوف على أبنائهم ، من خطوات مماثلة قد يفاجئون بها في المستقبل لاسيما أن التوجه العام للادارات الديمقراطية يتناغم مع المنادين بحقوق المثليين .
وفي معرض الحديث عن مجتمع الميم كما يطلق عليه ، فإننا كجالية عربية ومسلمة لا دخل لنا في مدن وولايات ومقاطعات لا تحتضن أعدادا من أبناء جالياتنا، ولها الحق والحرية بالنظر الى الموضوع كيفما تشاء، إتساقا ً مع الحرية التي يمنحها الدستور الامريكي ، ولكننا كأمهات وآباء نحاول الحفاظ على هويتنا الدينية، لابد لنا من التصدي بالطرق القانونية والدستورية، لتلك الخطوة التي يمكن لها أن تكون حجر الزاوية ، في تفكيك منظومة القيم والاخلاق التي يسعى الاهالي لزرعها في نفوس وعقول أبنائهم،

من الاجتماع الحاشد لسكان ديربورن الرافض للكتب المثلية (تصوير عباس شهاب)

للحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية ، والمعروف والمؤكد عليه هو أن جميع الاديان السماوية تحرم المثلية ، وأمريكا تعد من البلدان المتدينة قياسا الى اوربا التي يعتنق أكثر من 3 بالمئة من سكانها الالحاد ، ومع ذلك تحاول بعض جماعات الضغط السياسي الدفع بموضوع المثلية الى المجتمعات الصغيرة والاقليات ذات الخصوصية الدينية الحساسة كالجالية العربية والمسلمة ، وبما أننا بتنا على أعتاب الجولة القادمة الانتخابات، حري بنا أن نحدد خياراتنا الانتخابية عبر إختيار من هو قادر على أيصال مخاوفنا وهواجسنا حيال المثلية وغيرها من الظواهر المجتمعية غي الطبيعية ، وفي هذا الاطار نود الاشارة لجمهور القراء الكرام بأن يصوتوا ب( لا ) يوم الانتخابات الموافق الثامن من نوفمبر القادم للبند الثالث من مشروع قانون الاجهاض ، كما لابد من القول بأن منظمات المجتمع المدني التابعة للجالية الى جانب مؤسساتها المعنية بالعمل السياسي والمراكز الدينية ، مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى للمطالبة بالحقوق وفق القانون والدستور الامريكي ، ومنها حق المحافظة على خصوصيتنا الاخلاقية والدينية والثقافية ، كما العديد من الجاليات كاليهود والهندوس والسيخ وغيرها من الإثنيات التي عتيش في هذ البلد العظيم ، وطالما أننا نتمتع بحق المواطنة لابد من إسماع أصواتنا الى صناع القرار، للحيلولة دون وقوع ما لا يحمد عقباه لابنائنا وأحفادنا ، الذين سيمكثون في هذه البلاد من بعدنا ، بوصفهم من مواطني البلد ويحملون منظومة أخلاقية توارثوها أبا ً عن جد .

فقرات من قانون الاجهاض الذي يجب رفضه
وما نطالب به هو مراجعة محتوى الكتب المطبوعة الخاصة بالمثلية ، ودراسة محتواها الفكري ومدى تأثيره على تفكير اطفالنا في المدارس، وأخذ الخطوات الاحترازية لمنع تكرار مثل هذا السيناريو، وإقناع السلطات الرسمية بضرورة الاخذ بنظر الاعتبار النسبة السكانية المتنامية لأبناء الجالية العربية المسلمة في ديربورن ومدن متاخمة أخرى، الامر الذي يجب أن يتم تقييمه قبل إطلاق أي خطوة من هذا القبيل ،لاسيما أننا كأمهات وآباء لا نطالب بشئ خارج سياق العقل والمنطق ، بل تنبع معارضتنا لمنهج المثلية ومروجيها من منطلق الارتكان الى الفطرة الصحيحة والسليمة والطبيعة التي خلقنا عليها والى الدستور الامريكي نفسه الذي يحترم عقائد وثقافات وأديان المجتمع دون نقصان ، وأي سلوك شاذ يعد خارج الفطرة السليمة التي صنعها الخالق عز وجل .
لنتحرك كجالية بشكل موضوعي وقانوني وعقلاني لحماية أبنائنا من غزو تلك الافكار والسلوكيات غير الطبيعية، التي تريد بعض الدوائر تطبيعها في عدد من المجتمعات الانسانية ، وجعلها حالة طبيعية جدا ً على حساب رأي الاديان السماوية حيالها .

فقرات من قانون الاجهاض الذي يجب رفضه







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي