
نشر موقع «جو بانكينج ريتس» المهتم بالشؤون المالية تقريرًا أعدَّه الكاتب أندرو ليزا، يستعرض مجموعة من النصائح المضللة المالية المنتشرة، والتي حذَّر خبراء الشؤون المالية من تداولها.
يقول الكاتب: لا يمكن أن نثق في بعض أشهر النصائح المالية رغم شيوعها، وقد تأتي المعلومات الخاطئة المتعلقة بالشؤون المالية من أي مصدر، بدايةً من ثرثرة وسائل التواصل الاجتماعي، ووصولًا إلى نصائح المتخصِّصين التي يقدمونها بحُسن نية.
لهذا، طلب موقع «جو بانكينج ريتس» من مجموعة من الخبراء تحديد بعض النصائح المالية الخاطئة التي يتمنون اختفاءها، وتضمَّنت إجاباتهم كل الموضوعات والمجالات، وخلصوا إلى الاستنتاج ذاته أن كثيرًا من النصائح التي نسمعها عن كيفية إدارة شؤونك المالية غير صائبة.
وينوِّه التقرير إلى ضرورة تفادي النصائح المالية السيئة الآتية مهما كانت التكلفة.
رحِّل رصيدك لتحسين تصنيفك الائتماني
وفق التقرير، يمكنك تحسين تصنيفك الائتماني من خلال استخدام البطاقات الائتمانية استخدامًا مسؤولًا، وتتمثَّل القاعدة الأولى للاستخدام المسؤول في سداد إجمالي الرصيد المُستحَق شهريًّا لتفادي زيادة رسوم التمويل. بيد أن بعض الأشخاص يقعون في خطأ الاعتقاد بأنه يجب ترحيل الأرصدة المدوَّرة (رصيد مالي يُحوَّل أو يُرحَّل إلى سنة مالية قادمة) من أجل جني الفوائد المالية (تحصيل الفوائد وترحيل المدفوعات المستحقة)، وهذا في الحقيقة ما لا يجب أن تفعله بكل التأكيد.
وينقل التقرير عن مارتن ليزين، المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع «جرامر هاو» (GrammarHow): «قالت مديرتي إنها تُرحِّل المبلغ المُستحَق على رصيد بطاقتها الائتمانية وتدفع الفوائد المستحقة من أجل زيادة تصنيفها الائتماني، مؤكدة أنها تلقَّت هذه التوصية من سمسارها العقاري الذي اقترح عليها أن تحتفظ بـ40 إلى 50% من حدِّها الائتماني. وهذه أسوأ نصيحة مالية تلقيتها على الإطلاق».
لا تقلق من التقاعد
يؤكد التقرير أن ديون البطاقات الائتمانية تنطوي على مزيدٍ من المشكلات نتيجةً لتفاقم تأثير الفائدة المُركَّبَة. ومع ذلك، عندما تدَّخِر بدلًا من الإنفاق، يحقق تراكم رأس المال مصالِحَك من خلال تحويل المدخرات القليلة إلى سلَّة مدخرات للتقاعد، ولن يحدث ذلك إلا إذا أتحت لهذه المدخرات وقتًا كافيًا حتى تتحقق النتائج المرغوبة.
ويقول جيمس كروفورد، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «ديل دروب» (Deal Drop): «نصحني أحد أصدقائي عندما كنت صغيرًا بأن أتوقف عن القلق بشأن التقاعد. وأشار إلى أنني سيكون أمامي وقت كافٍ لأفكر في ذلك لاحقًا».
ويؤكد التقرير أن التفكير في التقاعد غير مألوف؛ إذ غالبًا ما يسمع الناس أنه ينبغي تأجيل التخطيط للتقاعد من أجل الاستثمار في الأشياء الأكثر إلحاحًا مثل الأعمال التجارية. وسوف تجبرهم تلك النصيحة السيئة على توفير أموال كثيرة في وقت زمني قصير.
وأضاف كروفورد: «تستغرق أموالك وقتًا طويلًا حتى تزيد وتنمو. لذلك، إذا بدأت الادخار مبكرًا، فستحتاج إلى أن تدخر أموالًا أقل بمرور الوقت».
استثمر في صناديق تخضع لإدارة نشطة
وفقًا للتقرير، غالبًا ما يتلقى المستثمرون المبتدئون نصيحة أنه ينبغي لهم شراء أسهم في صناديق استثمارية مُشترَكَة تخضع لإدارة نشطة على أيدي خبراء محنَّكين، وسيحصل مديرو الصندوق الاستثماري بالتأكيد على أجر (مقابل إدارتهم)، ولكنَّ أموالك ستخضع لإشراف متخصص من المُرجَّح أن يعوِّض النفقات من خلال التفوق على أداء الأسواق.
وفي الواقع، قد تفعل ذلك بلا مقابل من خلال صندوق رخيص وبسيط للمؤشرات المتداولَة، والذي يراقب مؤشري «ستاندارد آند بورز» أو «داو» أو غيرهما من المؤشرات.
ويقول ليزين: «اختر صناديق المؤشرات ذات التكلفة المنخفضة بدلًا من الصناديق التي تخضع لإدارة نشطة». وأضاف: وخلافًا للاعتقاد السائد، هناك عدد قليل للغاية من الصناديق التي تخضع لإدارة نشطة وتتمكَّن من التفوق على أداء الأسواق.
لا ثقة عمياء في مستشارك المالي
ويضيف التقرير؛ لا تُعد استشارة متخصص موثوق قبل اتخاذ قرارات مالية مهمة فكرة سيئة على الإطلاق، والرضا عن الذات هو عدو جودة السلامة المالية، ولا تسمع لأي شخص يطلب منك أن تأخذ ما يقوله مستشارك المالي بوصفه قرآنًا مُنزَّلًا.
ويقول مايك والش، المدير التنفيذي لمؤسسة «كلاود ماي بيز» (Cloud My Biz): «يُعد الاعتماد بصورة حصرية على المستشارين الماليين أحد أسوأ القرارات التي قد تتخذها أثناء التخطيط لشؤونك المالية». وأضاف: «لاحظتُ أن كثيرًا من الناس يتكبدون خسائر فادحة ويعانون من سوء الموارد المالية لا لشيء إلا لأنهم وثقوا في مستشاريهم الماليين ثقة عمياء. ومن ثمَّ، يجب أن تتوفر لديك معرفة أساسية على الأقل بشؤونك المالية وكيفية استثمارها، فضلًا عن الاتجاهات السائدة في الوقت الحالي».
تجنَّب الاستدانة تمامًا مهما كانت التكلفة
ويشير التقرير إلى أنه من الحكمة أن تتفادى أي نصيحة تضع الديون كافة في بوتقة سلبية واحدة. وصحيحٌ أن بعض الديون ضارة، ولكنك قد تستدين لتحقِّقَ فائدة إستراتيجية.
ويقول داستين راي، مدير مكتب التطور في مؤسسة «إنسفايل» (Incfile): «أعتقد أنه ينبغي أن تبتعد عن الاستدانة قدر المُستطاع، ولكن يجب أن نفهم أن بعض الديون مفيدة. فإذا كان مُعدَّل فائدة الدَّين أقل من الأرباح التي تحقِّقها منه، فستحقِّق استفادة منه بالفعل».
ولذلك، تنخفض نسبة كبيرة من الدَّين من خلال ما تفعله بالأموال التي تستدينها.
وتابع راي: «تجنَّب الاستدانة من أجل شراء أشياء تنخفض قيمتها مع مرور الوقت. وبدلًا من ذلك، استثمر الدَّين في تحقيق أرباح جيدة في مجالات مثل الأعمال التجارية والمخزونات والعقارات، وغيرها من الأشياء التي تحتفظ بقيمتها بمرور الوقت».
كسب مزيد من الأموال هو الطريقة الوحيدة لزيادة الثروة
ويؤكد التقرير أن بعض الأشخاص لا يكسبون ببساطة أموالًا كافية ليتغلبوا بها على مصاعب الحياة. وعلى صعيد آخر، يرى أشخاص كثُر آخرون أنه لن تكفِ أي مبالغ للتغلب على مصاعب الحياة بسبب الاستثمارات غير المسؤولة والإنفاق غير المنضبط وأسلوب الحياة المتغيِّر. وتظهر دراسة أجرتها مؤسستا «ليدنج كلب» (Lending Club) و«بيمنتس» (PYMNTS) مؤخرًا أن ثلث الأشخاص الذين يحصلون على 250 ألف دولار سنويًّا لا تغطي رواتبهم احتياجاتهم.
وترى «زيفر تشان»، مؤسس منظمة «بيتر تولز» (Better Tools): أنَّ إحدى المغالطات التي تنتشر على نطاق واسع تتمثَّل في فكرة أن امتلاك مزيد من الأموال سيحل المشكلات الاقتصادية فجأة. وإذا كنت لا تتمكَّن من إدارة مبلغ قليل من المال، فلن تتمكَّن من إدارة مبالغ كبيرة أيضًا.
ويقول سيسيل ستاتون، مؤسس شركة «آرك فاينانشال بلانينج» (Arch Financial Planning): «سيحدِّد مُعدَّل مدَّخراتك، وليس دخلك، مدى نجاحك المالي. وكلما ارتفع مُعدَّل مدخراتك، زادت احتمالية أن تحقق مستويات أعلى من الثروة نِسبةً إلى دخلك».
استأجر منزلًا لتشتري واحدًا
وفق التقرير، هناك كثيرٌ من الأشخاص الذين نجحوا في استغلال ملكية المنازل، من أجل تحقيق ثروة والوصول إلى بر الأمان المالي، ولكن خلافًا للاعتقاد السائد، هناك من يقول إن امتلاك منزل لا يحقق استفادة مالية.
ويرى ري شين، وهو خبير مالي في الشؤون المالية الشخصية ومؤسس شركة «ساكسس إن ديبث» (Success in Depth)، أن «امتلاك المنازل أكثر تكلفة مما يعتقد الناس؛ إذ قد ترتفع الضرائب العقارية وتكاليف الإصلاحات والصيانة مع مرور الوقت. ولذلك، لا تتعجَّل في شراء منزل، وقارن نسبة الفوائد المالية بين استئجار المنازل وامتلاكها حتى تتخذ الإجراء المالي الصحيح».
استهدف إنشاء صندوق طوارئ لمدة ستة أشهر
يلفت التقرير إلى أن معظم المتخصصين في الشؤون المالية أوصوا قبل تفشِّي جائحة كورونا، بتوفير مدخرات تكفي للإنفاق على مدار ثلاثة أشهر في الحالات الطارئة، ولكنَّ الآلام التي لا نهاية لها التي سبَّبتها الجائحة جعلت هذا المبلغ غير كافٍ. ومنذ عام 2020، أبلغ معظم المستشارين الماليين عملاءهم بأن يدخروا ضعف هذا المبلغ، ولكن لم يوافق كثيرون على هذا المقترح.
وتقول ميلاني موسون، وهي خبيرة مالية تعمل لدى مؤسسة «كليرشورانس» (Clearsurance): «لا يمكن أن نضع ذلك المبلغ الكبير في حساب لا يجني سوى القروش. وبدلًا من ذلك، اجتهد أن تدخر في حساب توفيرك ما يغطي نفقاتك المعيشية لثلاثة أشهر، وضع مزيدًا من الادخارات المالية الأخرى في حساب آخر يعطي عائدًا في غضون شهرين أو ثلاثة أشهر من أجل تحقيق فوائد أكبر. ويُعد صندوق الطوارئ مُهمًًا خلال الأوقات العصيبة، ولكنَّ الثلاثة أشهر ستمنحك وقتًا يُمكِّنَك من الاستثمار في صناديق أخرى»، وفق ما يختم به الكاتب تقريره.