نيكولاس س. هوبكنز: درسٌ أنثربولوجي وجهتُه مصر

2022-08-09

طالما شكّلت بيئة الشرق الجغرافية والتراثية موضوعاً أساسياً في الدرس الأنثربولوجي الحديث والمعاصر. وكذلك يمكن الحديث عن وجهات أكثر قصداً ضمن هذا الشرق الممتدّ، ومن أهمّها مصر، التي تحضر بوصفها جامعةً لعدد كبير من خصائص تلك الجغرافيا، كما تكثّفُها بتنوّع تتقاطع فيه الحِقب السياسية مع التبدُّلات الاجتماعية أيضاً.

من جهة ثانية، ولو نظرنا إلى القرن العشرين - خاصّة في مطالعه الأولى - والخلفية العِلمية التي دفعت إلى نشوء أو تنامي الأبحاث الأنثربولوجية؛ نتيجة التطوّر الحاصل في أدوات العلوم الإنسانية، وانفتاحها على قوس عريض من الاختصاصات المتعددة.

"الأنثربولوجيا في مصر 1900 – 1967: الثقافة، الوظيفة، الإصلاح" عنوان الكتاب الصادرة ترجمتُه حديثاً عن "المركز القومي للترجمة" بالقاهرة، للباحث والأنثربولوجي الأميركي نيكولاس س. هوبكنز، وبتوقيع المترجمة فريال غزول.

يشتغل هذا العمل بالاستناد إلى التقاطعات الكبرى ما بين البيئة والجغرافيا والفترة الزمنية (النصف الأوّل من القرن الماضي) التي يمكنُ أن تُوصف بالتكوينية، في محاولة من صاحبه لجمع وتوثيق أكبر عدد من الأنثربولوجيين الذي تناولوا مصر في اشتغالاتهم، والتعريف بخارطة عامة لا تخلو من الحقول والتيارات الفرعية.

تجتمع في الكتاب أيضاً أسماء لباحثين من جنسيات، ولو أنّ أغلبهم من مرجعيات مدرسية غربية، وهذا يلفت إلى مستوى التداخُل بين مقولتي المعرفة والسياسة، ويُحيل القارئَ إلى التساؤل عن الارتباط الطويل بين هاتين الدائرتين.

ومن الباحثين الأجانب الذين تناولهم الكتاب: جاك بيرك، وآرثر هوكارت، وهانس فنيكلر، ووينفرد بلاكمان. أمّا العرب فذكر منهم: علي عيسى، وعباس عمار، ومحمد جلال وأحمد أبو زيد، وليلى الحمامصي، وسيد عويس.

كذلك يُشير الباحث إلى حضور البيئة في النموذج المصري، ويقدّمها بوصفها عاملاً يحوّل البحث الأنثربولوجي إلى تشكيل غني تتموضع فيه مصر على أنّها صلة وصل بين قارّتين، وتشرف على أهم المسطّحات المائية، إلى جانب ما يلعبه نهر النيل من دور تاريخي في هذا الصدد.

يُشار إلى أنّ نيكولاس س. هوبكنز سبق له أن عمل في "الجامعة الأميركية في القاهرة"، وله عدد من الأبحاث والدراسات المتعلّقة بمصر وأفريقيا والعالم العربي تُراوِح ما بين علوم الاجتماع والتاريخ والأنثربولوجيا.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي