"اعترافات بائع كتب": يوميات في قرية اسكتلندية صغيرة

2022-07-31

في عام 2001، أي عندما كان في الثلاثين من عمره، وصل الاسكتلنديّ شون بيثل إلى قناعةٍ بأن شخصاً مزاجياً مثله لن يجد مكاناً مقنعاً له في سوق العمل. ولأنه يحلم منذ طفولته بالعمل في عالم الكتب، فقد جمع ما يملكه من مال ليشتري مكتبةً لبيع الكتب المستعملة في بلدته ويغ تاون، الواقعة جنوب اسكتلندا. بلدةٌ صغيرة بعدد السكّان (حوالي 1000)، لكنّها أشهر مكان ارتبط اسمُه بالكتاب في اسكتلندا، بفضل مكتباتها العديدة والزوّار الكثيرين الذين يرتادونها من بلدات ومدن أُخرى.

ستتحوّل المكتبة، مع الوقت، إلى "الأكبر في اسكتلندا"، كما هو مكتوبٌ على واجهتها، حيث يقول بيثل، في تصريحات صحافية، إن على رفوفها وفي مخازنها أكثر من 100 ألف كتاب، يُباع منها سنوياً نحو 20 ألف كتاب. كما تحوّل بيثل نفسه إلى أحد أشهر بائعي الكتب في بلاده، وحتى خارجها، ولا سيّما منذ دخوله عالم التأليف، عام 2017، بكتابه "يوميات بائع كتب".

دخل "يوميات بائع كتب" قوائم الأفضل مبيعاً في العديد من البلدان الناطقة بالإنكليزية، وصدرت ترجمته العربية عام 2019 لدى دار "المدى"، بتوقيع عباس المفرجي. وها هي الدار تعود بعنوان آخَر من كتب بيثل: "اعترافات بائع كتب"، الذي صدر حديثاً بترجمة أحمد الزبيدي.

رغم إحالته إلى نوعٍ أدبيّ معروف في الكتابة الغربية ــ الاعترافات ــ إلّا أن المؤلّف يحافظ، في عمله هذا، على صيغة اليوميات، حيث يبدأ "اعترافات بائع كتب" من حيث توقفت اليوميات تقريباً، أي عام 2015. وتأتي فصول الكتاب ومقاطعه تحت عناوين تحمل تاريخ اليوم، وإشارة إلى عدد الكتب التي جرى طلبُها على الإنترنت أو شرائها في المكتبة.

ويسجّل بيثل مجريات يومه، من لحظة وصوله إلى المكتبة حتى خروجها منها، وما يقع بين ذلك من ترتيب للرفوف، أو إجراء للحسابات، أو مجادلات مع زبائن من هؤلاء الذين يعبثون بالكتب ويسألونه كثيراً من الأسئلة، ثم يغادرون المتجر من دون أن يشتروا عنواناً واحداً. كما يمزج بيثل بين هذه الأحداث العادية، الشخصية، وبين قراءات وإشارات إلى مئات الكتب التي قرأها أو حكى له الزبائن عنها.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي