نانسي بيلوسي تزور تايوان.. وبكين تتوعد واشنطن!

الأمة برس - متابعات
2022-07-30

رئيسة مجلس النواب الأمريكي بيلوسي خلال مؤتمر صحفي في واشنطن (د ب أ)

نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرًا شارك في إعداده مجموعة من مراسلي الصحيفة الأمريكية، وهم إدوارد وونج، وديفيد سانجر، وأمي تشين، ناقشوا فيه أسباب قلق الولايات المتحدة من التدابير التي قد تتخذها الصين إذا أصرَّت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي، على زيارة تايوان.

مخاوف إدارة بايدن

ينوِّه المراسلون في بداية تقريرهم إلى أن إدارة بايدن تراقب أي تحرُّكات صينية تهدف إلى إغلاق مضيق تايوان، فضلًا عن أنها تُفضِّل أن تلغي نانسي بيلوسي زيارتها المقررة إلى العاصمة التايوانية تايبيه.

وقد ازداد قلق إدارة بايدن خلال هذا الصيف بشأن تصريحات الصين، والإجراءات التي ستتخذها فيما يتعلق بتايوان، إذ يخشى بعض المسؤولين من أن القادة الصينيين قد يحاولون اتخاذ إجراءات مناهضة لجزيرة تايوان التي تتمتَّع بحكم ذاتي على مدار العام ونصف العام المقبل، وربما يتمثَّل ذلك في محاولة قطع سُبُل الوصول إلى مضيق تايوان كليًّا أو جزئيًّا، وهو المضيق الذي تغدو فيه السفن البحرية الأمريكية وتروح بصورة منتظمة.

وأبرز التقرير تصريحات مسؤولين أمريكيين أكدوا ارتفاع وتيرة المخاوف الداخلية في الأيام الماضية، إذ تسعى الإدارة الأمريكية بهدوء إلى إثناء نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي عن الذهاب في زيارة مقترحة إلى تايوان خلال الشهر المقبل. وقد تكون السيدة بيلوسي، وهي نائبة ديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، أول رئيس مجلس نواب أمريكي يزور تايوان منذ عام 1997، وأفادت تقارير أن الحكومة الصينية ندَّدت بخطط نانسي وهدَّدت بتنفيذ أعمال انتقامية.

ويلمس مسؤولون أمريكيون خطورة أكبر لنشوب صراع، وسوء تقدير حول زيارة السيدة نانسي بيلوسي، إذ يستعد الرئيس الصيني شي جين بينج، وغيره من قادة الحزب الشيوعي في الأسابيع المقبلة عقد اجتماع سياسي مهم، من المتوقَّع أن يُمدِّد فيه السيد شي جين بينج ولاية حكمه.

تأكيدات صينية

ووفق التقرير، شدَّد مسؤولون صينيون خلال هذا الصيف على عدم التعامل مع أي جزء من مضيق تايوان على أنه مياه دولية، على عكس ما تراه الولايات المتحدة وغيرها من الدول. كما أكَّد متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في يونيو (حزيران) أن «الصين تتمتع بحقوق سيادية وسلطة قضائية على مضيق تايوان».

ولا يعلم المسؤولون الأمريكيون ماهية مخططات الصين لفرض هذا الادِّعاء. غير أن كريس كونز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير، والمُقرَّب من الرئيس الأمريكي بايدن ويتعامل مع الإدارة الأمريكية في كثير من الأحيان بشأن القضايا المتعلقة بتايوان، أكد أن «ثمَّة قدر كبير من الاهتمام يُوجَّه» إلى الدروس التي قد تستفيد منها الصين وجيشها ورئيسها السيد شي جين بينج من الحرب في أوكرانيا.

وقال السيد كونز في مقابلة أُجريَت معه يوم الأحد: «هناك مدرسة فكرية (صينية) تتبنَّى المثل القائل: «خذ زمام المبادرة وإذا ضربت فأوجع» قبل أن يكون هناك مُتَّسع من الوقت أمام تايوان يمكنها خلاله تعزيز دفاعاتها.. وربما نتجه إلى مواجهة مبكِّرة أكثر مما نعتقد، والتي قد تُشكِّل ضغطًا أكبر منه غزوًا».

ووفقًا للتقرير، يدرك المسؤولون الصينيون أن مسؤولي إدارة بايدن، الذين يُطبِّقون أيضًا الدروس المستفادة من الغزو الروسي لأوكرانيا، يحاولون السيطرة على مبيعات الأسلحة لتايوان من أجل تحويل هذه الدولة الجزرية الديمقراطية إلى ما يُطلِق عليه بعض المعلِّقين «حيوان الشَّيهَم (يتميز بغطاء من الأشواك الحادة التي يستخدمها للدفاع عن نفسه ضد الحيوانات المفترسة)»، بحيث تمتلك ما يكفي من الأسلحة والأنظمة الدفاعية الفعَّالة لإثناء القادة الصينيين عن محاولة مهاجمتها.

ويؤكد المسؤولون الأمريكيون أنهم ليسوا على علم بأي معلومات استخباراتية مُحدَّدة تشير إلى أن القيادة الصينية قرَّرت أن تتحرك قريبًا صوب تايوان. غير أن المُحلِّلين داخل الحكومة الأمريكية وخارجها يُجرون دراسات لتحديد الوقت الأمثل الذي تتخذ فيه الصين إجراءات أكثر جرأة وتهدف إلى تقويض تايوان والولايات المتحدة.

ويتمثَّل السؤال الرئيسي فيما يعتقده كبار المسؤولين الصينيين حول تطوُّر مواطن القوة التي يتمتع بها الجيش الصيني موازنة بتايوان والولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، بما في ذلك اليابان وكوريا الجنوبية.

سلوك عدائي

ويضيف التقرير: أشار الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الأسبوع الماضي إلى أن سلوك الجيش الصيني في منطقة آسيا، والمحيط الهادئ كان «عدائيًّا للغاية على نحوٍ ملحوظ».

واستنكر مسؤولون صينيون التدفق المستمر للزيارات التي يقوم بها كبار المسؤولين الأمريكيين إلى تايوان، وهو ما تنظر إليه بكين بوصفه يشبه المشاركة الدبلوماسية الرسمية مع الدولة الجزرية. وكانت نانسي بيلوسي قد خطَّطت لهذه الزيارة في أبريل (نيسان)، ولكنها تأجلت بعد ما أكد مساعدوها إصابتها بفيروس كورونا.

وقال تشاو ليجيان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، في إحاطة إعلامية يجريها بصورة منتظمة يوم الاثنين: «إذا أصرَّت الولايات المتحدة على المُضي قدمًا في الملف التايواني، فستتخذ الصين تدابير حازمة وحاسمة لحماية سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها، وستكون الولايات المتحدة مسؤولة عن جميع التداعيات الوخيمة».

إصرار أمريكي

ويستدرك كُتَّاب التقرير: فيما أكَّد مسؤولون أمريكيون الاستمرار في التخطيط لزيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان على الرغم من ارتفاع وتيرة الغضب حولها.

ومن المُرجَّح أن تسافر السيدة نانسي بيلوسي إلى تايبيه على متن طائرة عسكرية أمريكية، وهو (بروتوكول) مُتبَع في هذه الزيارات. ويرى بعض المُحلِّلين الذين يدرسون الإدانات الصينية للزيارة المُقترحَة أن الصين قد ترسل طائرة «لمرافقة» طائرة نانسي بيولسي ومنعها من الهبوط.

وينوِّه مسؤولون أمريكيون إلى أن هذا السيناريو يُعد مصدر قلق مشروعًا، ولكنه أمر مُستبعد، إذ ستنظر واشنطن إلى أي تحرُّك من هذا القبيل على أنه تصعيد خطير. وتجدر الإشارة إلى أن المسؤولين الذين أُجريَت معهم مقابلات تحدثوا مع صحيفة «نيويورك تايمز» في هذا الصدد شريطة عدم الكشف عن هويتهم بسبب الطبيعة الحسَّاسة للقضايا الدبلوماسية.

ويلفت التقرير إلى أن نانسي بيلوسي أكدت الأسبوع الماضي أنها لا تناقش خُطط سفرها علنًا، لكنَّه من «من المهم أن نُظهِر الدعم لتايوان».

وخلال إدارة ترامب، أصبح عضو في الحكومة ومسؤول كبير في وزارة الخارجية أعلى المسؤولين في الإدارة الأمريكية الذين زاروا تايوان بصفة رسمية منذ عام 1979، عندما قطعت واشنطن العلاقات الدبلوماسية مع تايبيه بسبب تطبيع العلاقات مع بكين. وكان نيوت جينجريتش آخر رئيس لمجلس النواب الأمريكي يزور تايوان منذ 25 عامًا.

وقال بايدن، ردًّا على سؤال الصحافيين حول هذه الزيارة المقترحة، يوم الأربعاء الماضي إن «الجيش (الأمريكي) يعتقد أنها ليست فكرة جيدة في الوقت الحالي». كما أكد أنه يعتزم إجراء مباحثات مع الزعيم الصيني شي جين بينج خلال العشرة أيام القادمة. ويُذكَر أن آخر مرة شهدت لقاءً جمع بين الزعيمين كان عبر تقنية الفيديو في مارس (آذار)، عندما حذَّر السيد بايدن من «التداعيات والعواقب» المترتبة على تقديم الصين مساعدات مادية لروسيا في هجومها على أوكرانيا.

بيلوسي (ا ف ب)

هل يمدِّد شي جين بينج حكمه؟

ويلمح التقرير إلى أن السيد شي جين بينج وغيره من كبار المسؤولين الصينيين وكبار الحزب الشيوعي يستعدون لعقد المؤتمر العشرين للحزب في الخريف القادم، ومن المتوقَّع أن يعقدوا اجتماعات سرية في أغسطس (آب) في منتجع بيدايخه الساحلي قُبيل عقد الاجتماع السري الرسمي. ويرى بعض المحللين أن السيد شي جين بينج سينتهك بصورة شبه مؤكَّدَة الأعراف الصينية عن طريق سعيه لتولي ولاية رئاسية ثالثة وتمديد بقاءه في الحكم بصفته أمين عام الحزب الشيوعي، ورئيس اللجنة العسكرية المركزية داخل الحزب.

وأبرز التقرير ما قالته سوزان شيرك، وهي مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية سابقًا ومؤلفة كتاب «Overreach» الذي يصدر قريبًا ويستعرض الحديث عن السياسة الصينية، إذ أشارت إلى «توتُّر الوضع السياسي المحلي في الصين حاليًّا خلال الأشهر التي تسبق انعقاد مؤتمر الحزب الشيوعي، إذ يأمل شي جين بينج في أن يحظى بالموافقة على توليه ولاية ثالثة، في حادثةٍ غير مسبوقة».

وأضافت سوزان: «يكمن الخطر في أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي سيُنظر إليها، بما في ذلك من جانب شي جين بينج نفسه، على أنها تُمثِّل إهانة لقيادته وأنها دليل على أنه يتخذ بعض الإجراءات المتهورة لإظهار قوته».

وتابعت: «علاوةً على ذلك، في ضوء إساءة تقدير شي جين بينج التي أضرَّت البلاد وأثارت جدلًا داخليًّا مؤخرًا، فضلًا عن اتباعه نهجًا متصلِّبًا في إدارة أزمة تفشِّي جائحة كوفيد-19، وانحيازه إلى حرب روسيا في أوكرانيا، واتخاذ إجراءات صارمة ضد الأعمال التجارية الخاصة، لا يمكننا أن نعتمد على حنكته وحكمته في رده العسكري على زيارة نانسي بيلوسي. لذلك، يُفضَّل تأجيل الزيارة بدلًا من المخاطرة باندلاع حرب».

ويناقش مسؤولو البنتاجون والبيت الأبيض تطورات البيئة السياسية والمخاطر المحتملة لزيارة السيدة نانسي بيلوسي مع مكتبها. ويرى مسؤولون أن الزيارة تتوقف على قرارها.

ردود فعل صينية قوية

ونقل التقرير تصريحات شي ينهونج، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة رينمين الصينية في بكين، الذي أشار إلى أن بكين ستهدف إلى رد عسكري يُنظر إليه على أنه قوي، ولكن ليس عدائيًّا لدرجة أنه يثير صراعًا أكبر. وأضاف السيد شي ينهونج: «لا أعتقد أن بإمكان أي شخص أن يتوقَّع بالتفصيل طبيعة الإجراءات العسكرية التي ستتخذها الصين».

وغرَّد هو تشجين، رئيس تحرير صحيفة «جلوبال تايمز» (Global Times) سابقًا، وهي صحيفة قومية ينشرها الحزب الشيوعي، على «تويتر» قائلًا إن الطائرات الحربية الصينية قد تراقب طائرة السيدة نانسي بيلوسي وتعبر إلى المجال الجوي الذي تسيطر عليه تايوان، مؤكدًا أن الإجراءات التي ستتخذها الصين ستكون بمثابة «رد عسكري مُروِّع».

ويستدرك كُتَّاب التقرير، فيما يرى محلِّلون أن الصين قد تتخذ تدابير أقل استفزازًا؛ إذ قد ترسل على سبيل المثال طائرة عبر خط الوسط أسفل منتصف المضيق الذي يفصل بين الصين وتايوان، كما فعلت عام 2020 ردًّا على زيارة أليكس أزار، وزير الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكي، إلى تايوان؛ حيث عبرت الطائرات المقاتلة الصينية هذا الخط وحلَّقت داخل منطقة الدفاع الجوي في البلاد بصورة متزايدة منذ عام 2020.

وقالت جوان أو، المتحدثة باسم وزارة الخارجية التايوانية، يوم الاثنين إن تايبيه لم تتلق أي معلومات «محددة» بشأن زيارة نانسي بيلوسي.

ورحَّب مسؤولون ومُشرِّعون من الحزبين السياسيين الرئيسين في تايوان بأي زيارة من هذا القبيل تقوم بها رئيسة مجلس النواب.

هل تُمثِّل الزيارة دعمًا لتايوان؟

وفي السياق ذاته، قال ألكسندر هوانج، مُمثل حزب الكومينتانج الصيني المُعارِض في واشنطن، إن «رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي تتمتَّع بتأييد كبير من سكان تايوان، وستُمثِّل زيارتها إعلانًا قويًّا عن الدعم الأمريكي لتايوان التي تطبِّق حكمًا ديمقراطيًّا».

ويشعر كثيرون في تايوان بالقلق من أنه إذا أُلغيَت الزيارة، فسيعطي بكين انطباعًا بأن تكتيكات التخويف التي تتبعها تؤتي ثمارها. وفي واشنطن، دعا بعض المُشرِّعين الجمهوريين السيدة نانسي علنًا إلى المُضيِّ قدمًا في الزيارة بصفتها تتخذ موقفًا مناهضًا للصين.

وأوضح إيفان كاناباثي، وهو زميل أقدم في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية ومدير الصين في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيسين ترامب وبايدن، أن إلغاء الزيارة قد يُقوِّض محاولات واشنطن التي تهدف إلى تعزيز علاقات تايوان مع غيرها من البلدان الديمقراطية والجهود التي تبذلها لتعزيز صورتها في المنظمات والمحافل الدولية.

وأضاف كاناباثي: «يتمثَّل جزء كبير من سبب قلق الصين بشأن ما تفعله الولايات المتحدة في أننا نفسح المجال للآخرين، وهذا أكثر ما يقلق الصين حقًّا، أي السعي لمزيد من الشرعية للحكومة التايوانية في المجتمع الدولي».

مقترحات بديلة

ووفق التقرير، يرى بعض المُحلِّلين أن هناك طرقًا أقل خطورة تهدف إلى إظهار الدعم لتايوان. على سبيل المثال، قد ترسل واشنطن ضابطًا عسكريًّا رفيع المستوى أو توقِّع اتفاقية تجارة ثنائية، وهو ما قد يساعد تايبيه على تقليل اعتمادها الاقتصادي على الصين.

ويؤكد مسؤولون عسكريون أمريكيون أنه يصعب على جيش التحرير الشعبي الصيني أن ينجح في شن غزو بحري وجوي ضد تايوان في الوقت الحالي. وإذا تحرَّكت الصين في وقت مبكِّر عن ما كان متوقعًا ضد تايوان، فقد تفعل ذلك على نحوٍ تدريجي، وربما يكون ذلك من خلال التذرُّع أولًا بإعلانها الأخير حول وضع مضيق تايوان، وإجراء عملية محدودة لقياس ردود أفعال واشنطن. وتفيد نظرية أخرى أن بكين قد تحاول أن تستولي على جزيرة خارجية قريبة من ساحل الصين.

ومن ناحية أخرى، يرى مسؤولون أمريكيون أنه من غير المرجَّح أن تكون الحكومة الصينية قررت بالفعل تنفيذ عملية عسكرية. ولكنَّ هذا الأمر عادةً ما يُحاكى ويؤدَّى على نحوٍ منتظم في واشنطن.

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، يوم الجمعة خلال مشاركته في منتدى أسبن الأمني، إن تايوان استفادت من الأوضاع في أوكرانيا، فبعد مرور سنوات على شراء أنظمة دفاعية باهظة الثمن، أولت تايوان مزيدًا من الاهتمام إلى «تعبئة المواطنين» و«حرب المعلومات». كما أشار سوليفان إلى أن تزويد تايوان بالأسلحة قد يؤدي إلى زيادة الضغوط على إنتاج المعدات العسكرية الأمريكية.

واختتم المراسلون تقريرهم مستشهدين بما قاله سوليفان: «هناك أسئلة على المدى الطويل تتعلق بالتأكد بأن تكون قاعدتنا الصناعية الدفاعية، وقاعدة الصناعات الدفاعية الأمريكية، وقاعدة حلفائنا الصناعية الدفاعية، في وضع يُمكِّنَها من الحفاظ على هذا النوع من المساعدات الأمنية التي سنحتاجها من أجل الاستمرار في إمداد أوكرانيا وتايوان، فضلًا عن قواتنا، بالأسلحة».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي