كاتبة أميركية: هل ثمة فرق أن يعيش مسلم في كندا أو الولايات المتحدة؟

تايم
2022-07-05

مسلمون يؤدون صلاة التراويح في تايمز سكوير (تواصل اجتماعي)

قالت الأميركية صوفيا علي خان -في مقال نشر بمجلة تايم (Time)- إنها اضطرت للهجرة والعيش في كندا بعد اقتناعها والأسرة بضرورة مغادرة الولايات المتحدة إثر تصاعد المضايقات وأعمال العنف ضد المسلمين، خاصة بعد أن تسلم الرئيس السابق دونالد ترامب السلطة.

وأضافت أنها أدركت بعد الانتقال لكندا أنه بإمكانها الاحتفال بالأعياد الدينية للمسلمين دون أدنى خوف من التعرض لاعتداءات أو مضايقات، وهو ما لم تكن تشعر به في مسقط رأسها في ولاية بنسلفانيا، مبرزة أن الفرق كبير بين أن تكون مسلما يعيش في كندا ومسلما يعيش في الولايات المتحدة.

وأوضحت الكاتبة أنها هاجرت وأسرتها إلى كندا عام 2017، بعد شهور قليلة من تسلم ترامب للسلطة، بعدما تأكد لها أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تحولت من موقف خاص إلى أجندة عدائية يرعاها النظام، مشيرة إلى أن هذا الوضع خلف حالة من الخوف لديها على سلامة أطفالها.

مخاوف

وأوردت الكاتبة نتائج دراسات واستطلاعات رأي، أجراها معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم (ISPU) المختص بشؤون المسلمين الأميركيين، أكد فيها المخاوف من تنامي ظاهرة معاداة المسلمين داخل الولايات المتحدة.

وبحسب تلك النتائج، أفاد نصف الآباء المسلمين عام 2020 أن لديهم طفلا تعرض للتنمر على خلفية دينه، وفي ثلثي الحالات المستجوبة كان الجاني مدرسا أو مسؤولا.

وعام 2021 أفاد المسلمون المستطلعة آراؤهم أنهم تعرضوا للتمييز المؤسسي بمستوى أعلى من المجموعات الدينية الأخرى. وفي المطارات على سبيل المثال، وصلت نسبة المسلمين الذين تعرضوا للتمييز إلى 44% مقابل 5% للناس العاديين. أما فيما يخص التوظيف، فتصل نسبة التمييز بالنسبة ضد المسلمين إلى 33% مقابل 8% للناس العاديين.

وشددت الكاتبة على أن المواقف المعادية للمسلمين مواقف "دائمة" مثلما حدث مع جماعات عرقية أخرى، وحذرت من أن تعرض المسلمين للتهديد والتمييز المستمر له آثار خطيرة على الصحة العقلية، ونقلت عن دراسة نشرت عام 2021 بمجلة "جاما بسيكياثري" (JAMA Psychiatry) قولها إن احتمال إقدام مسلمين على الانتحار أكبر بمرتين من الأميركيين المنتمين إلى مجموعات دينية أخرى.

دولة مثالية؟

وشرحت الكاتبة بأن كندا ليست مثالية بالنسبة للمسلمين، فقد شهدت هذه الدولة -وما تزال- عدة أحداث معادية للمسلمين، من أبرزها مقتل 6 أشخاص وجرح آخرين خلال إطلاق نار على مسجد في مقاطعة كيبك عام 2017.

وبالنسبة للجماعات العرقية الأخرى، أوضحت الكاتبة أن كندا أيضا ليست دولة مثالية حيث تشير الدراسات إلى أن السود والسكان الأصليين ما يزالون يعانون من التمييز على نطاق واسع في الوظائف والتعليم والخدمات الاجتماعية.

لكن الكاتبة تؤكد أن الفرق الجوهري بين الولايات المتحدة وكندا هو اعتراف الأخيرة بماضيها الاستعماري داخليا وتأكيدها في تصريحات رسمية عزمها احترام وجهات نظر السكان الأصليين وحقوقهم، وإنهاء الإرث الاستعماري الموجود في القوانين والسياسات الداخلية، وذلك عكس الولايات المتحدة.

واختتم المقال بتعبير الكاتبة عن أملها في أن تخطو الولايات المتحدة نفس خطوة جارتها الشمالية، وتعمل على تبني سرد واضح لتاريخها بما يضمن مستقبلا مشرقا يسع الجميع.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي