فن الخط العربي زخارف تأسر غير الناطقين بلغة الضاد

متابعات الأمة برس
2022-05-04

 الخط العربي هو فنّ إبداعيّ لم ينل عند أمة من الأمم أو حضارة من الحضارات (تواصل اجتماعي)القاهرة - أجمع القُدامى والمحدثون على أن الخط العربي هو فنّ إبداعيّ لم ينل عند أمة من الأمم أو حضارة من الحضارات، ما ناله عند العرب والمسلمين من التفنن فيه، حتى تحوّل من وسيلة للمعرفة إلى فن يُزين الكتب والدواوين وجدران وسقوف المساجد والعمائر الضخمة.

وقال عفيف البهنسي في كتابه "معجم مصطلحات الخط العربي والخطاطين" إن الخط العربي هو الفن الإبداعي الذي توّج الحضارة العربية والحضارات الإسلامية الأخرى، وهو مختلف عن الخطوط الأخرى ويمتاز عنها في تجاوزه لمهمته الأولى وهي نقل المعنى، إلى مهمة جمالية أصبحت غاية بذاتها، وهكذا أصبح الخط العربي فنا مستقلا، وهو مدين بذلك لارتباطه بمضمون رائع آمن العرب والمسلمون بإعجازه البلاغي والبياني وهو القرآن الكريم.

وحاز فن الخط العربي على اهتمام شباب وفنانين غربيين، وقالت البريطانية اليانورا نيجرفليرا "بدأت دراسة اللغة العربية في لندن ثم انتقلت إلى دبي لأتوسع في علمها وأبدأ في إتقانها بشكل ممتاز. ومع مرور بعض الوقت اكتشفت جمالية الخط العربي كواحد من أهم العناصر الفنية والثقافية عند العرب، فألهمني الحرف العربي وانطلقت منه في التعمق باللغة أكثر، فأصبحت أتابع كل الفعاليات والفنون المرتبطة به لأتوسع في خباياه الجمالية".

وأضافت اليانورا "الكثير من الأجانب يهتمون بفن الخط العربي وهذا ما اكتشفته من خلال مشاركتي في الورش التي تقام في الإمارات، وهو ما يعكس مدى الاهتمام الذي يلقاه هذا الفن على المستوى الرسمي، والعرب لديهم حضارة عريقة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، وفن الخط والكتابة إحدى ركائز هذه الحضارة، والجميل أن الأجيال تتعامل مع هذه القيمة ككنز متوارث. كما أن الخط الكوفي هو أكثر ما يلهمني من بين أنواع الخط العربي. وإن الراحة النفسية التي أجدها أثناء التأمل في لوحة خطية بالحرف العربي تشبه الراحة التي أشعر بها عندما أتأمل الطبيعة من حولي".

وقال روب مورسي "أينما ظهر الحرف العربي يبهر، فأنا أستمتع بتعلم الخط، رغم أنني لا أفهم بعض المعاني الكتابية، وهذا يدل على أن الحرف وحدة جمالية متكاملة"، مضيفا "بمقدور 29 حرفا ابتكار لوحات فنية مبهرة، فضلا عن جمال الخط ورشاقته وتباين أشكاله وتعددها، وقد تعلمت من خلال دراستي للحضارة العربية أن الحرف يدل على ما في اللفظ، وما في اللفظ يدل على ما في الفكر، وما في الفكر يدل على ما في الروح، وهذه أغنى وأفصح لغات العالم".

وتعدى الشاب نيشان كوبالي مرحلة الهواية وأصبح محترفا في الخط العربي، ويعمل حاليا مصمما له في دبي، ويقول "معظم زبائني من الأجانب الأوروبيين، بعضهم يطلب مني خط اسمه أو شعارات شخصية بنوع من أنواع الخطوط العربية، إنهم يعشقون الخط العربي بكل أشكاله ولاسيما المتداخلة مع الفن التشكيلي".

وتقول هيتيش كانوار وهي مدرّسة الخط العربي “للحرف العربي خصائص مطاطية تناسب كل مسافة ومساحة بحيث يمكن التحكم في كتابته، وأيضا هو متنوع الأشكال وهذه ميزة أيضا تفوّق فيها الحرف العربي على غيره، فلكل صورة من صور الحرف موقع واستعمال تدعو إليه الحاجة، وأكثر ما يميزه أنه أسهل كتابات العالم وأوضحها، لوجود حروف متشابهة في الرسم، بمعنى إذا علّمنا أحدا رسم (الباء) فبإمكانه أن يكتب التاء والثاء بهذا الرمز الواحد نفسه بتغيير طفيف في عدد ومواقع النقاط".

وقد استطاع فنانو الخط العربي أن يواكبوا صور الحداثة الفنية، وقد ساعد على ذلك ظهور جيل من الخطاطين المبدعين الذين حافظوا على أصول الخط العربي، وعملوا على نشره حتى صار بين قوائم الخطاطين اليوم فنانون ينتمون لثقافات ولغات مختلفة مثل الصينيين والإيطاليين وحتى البولنديين وغيرهم الكثير ممن أجادوا فنون الخط العربي وبرعوا في تقديم أعمال فنية مبهرة.

وتحدى هؤلاء كل ما يثار عن المخاطر التي تواجه فن الخط العربي في ظل انتشار الرقمنة واستخدام أجهزة الالكمبيوتر في إنجاز الأعمال المتعلقة بالخطوط العربية، ويمكننا القول إن فن الخط العربي قد نجح في تجاوز الكثير من التحديات، وصار أحد الفنون التشكيلية التي تجذب عشاق الفنون من مختلف الأجناس والثقافات.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي