مبتورو أطراف يتحولون "مصلحي" أطراف اصطناعية في فنزويلا

ا ف ب – الأمة برس
2022-03-05

خوان بوليفار يصنّع قالباً استناداً إلى مقاسات فتاة مبتورة الرجل في كاراكاس 11 شباط/فبراير 2022 (ا ف ب)

كراكاس: تخلى الفنزويلي خوسيه باستيداس عن "تصليح السيارات" ليعمل في "إصلاح البشر" داخل مشغل تابع لشركة "زونا بيونيكا" في كراكاس يوظف الكثير من مبتوري الأطراف مثله لإصلاح الأطراف اصطناعية.

ويتنقل خوسيه (41 عاماً) معتمراً قبعة صفراء في أرجاء المشغل ليتأكّد من صحّة رجله الاصطناعية، إذ فقد عام 2015 رجله اليمنى بعدما تعرّض لحادث مروري، ووضع طرفاً اصطناعياً عام 2016. ومنذ ذلك الوقت، تدرّب خوسيه ليصبح واحداً من صنّاع الأطراف الاصطناعية في الشركة.

ولا يوجد في فنزويلا أي إحصاء حول عدد مبتوري الأطراف أو الأشخاص الذين يحتاجون إلى أطراف اصطناعية. وتشير إحصاءات أجرتها إحدى بعثات تقصي الحقائق عام 2008 إلى وجود 130 ألف شخص يعانون إعاقة جسدية-حركية (من بينهم الأشخاص مبتورو الأطراف).

وتشير معطيات "زونا بيونيكا" المبنية على التجارب إلى أنّ غالبية الحالات تمثّل بتراً حصل على خلفية مشاكل طبية (مرض السكري خصوصاً)، ثم تليها حالات بتر أُجريت لأشخاص بعض تعرّضهم لحوادث على الطرقات.

ويواجه المريض صعوبات مالية تُضاف إلى الصدمة النفسية والجسدية. وباستثناء حالات نادرة، ينبغي على مبتوري الأطراف أن يموّلوا شراء أطرافهم الاصطناعية بأنفسهم، ويواجه كثيرون صعوبة لجمع مبلغ الـ1800 دولار اللازم لشراء الطرف الاصطناعي الأرخص (ينبغي تغييره كل عامين في المعدل).

خوسيه باستيداس يعمل على إنجاز أحد الاطراف الاصطناعية فب مشغل شركة "زونا بيونيكا" في كاراكاس في 11 شباط?فبراير 2022 (ا ف ب)

ويقول خوسيه "يروق لي مساعدة شخص على المشي، ورؤيته ينهض، فالأمر لا يقدّر بثمن"، مؤكّداً أنّ مبتوري الأطراف أمثاله يفهمون بشكل أفضل أشخاصاً فقدوا حديثاً أحد أطرافهم.

ويضيف "هم يعانون تلاكتئاب، ونحن ندعمهم نفسياً، ونشرح لهم أننا فقدنا جزءاً من جسمنا لا حياتنا. لي طفلان ولست مستعداً للبقاء في المنزل".

- "أحارب" -

وتقول هايدي غارسيا (30 عاماً)، وهي موظفة إدارية في الشركة، إنّ "الأمر كان في البداية صعباً جداً". ولا تجد أي حرج في الظهور بساقها الاصطناعية الملونة بالأزرق الفيروزي.

وفقدت غارسيا وهي أم لطفلة تبلغ ثماني سنوات، رجلها اليمنى جراء مشاكل في الدورة الدموية عانت منها قبل أربع سنوات. وتقول "عليك المضي قدماً. وتأتي بعد ذلك مرحلة التقبّل. إنّ الإرادة قوية جداً"، مشيرةً إلى أنّ المرضى الجدد يشعرون بالثقة ويجدون الراحة مع أشخاص عانوا الصدمة نفسها.

وتضيف أنّ من الجانب الجسدي "نعلم أنّ الساق وهمية (...) ونعتاد على الطرف الاصطناعي".

وبعدما كانت تعمل في إحدى الشركات الخاصة، انتقلت غارسيا للعمل في "زونا بيونيكا" بعد بتر ساقها. وتقول "فقدت وظيفتي وبات هذا المكان بيتي الثاني".

وعلمت غارسيا بوجود "زونا بيونيكا" من خلال مسابقة تنظمها الشركة لتوفير طرف اصطناعي أو طرفين شهرياً لمن لا يملك الأموال اللازمة، وفي معظم الأحيان يكونون أطفالاً.

كريستيان سيكيرا كينتانا في كاراكاس في 11 شباط/فبراير 2022 (ا ف ب) 

وشاركت هايدي بالمسابقة لكنّها لم تفز، بل استفادت من مبادرة تمويل شاملة أتاحت لمبتوري الأطراف تمويل شراء أطرافهم الاصطناعية.

وحصل الأمر نفسه مع كريستيان سيكيرا كينتانا (34 عاماً) الذي تعرّض لحادث على دراجته النارية عام 2015. وبعد أربع سنوات من المعاناة، قرر بتر ساقيه عامي 2019 و2021.

ويقول "في البداية، لم تكن لدي رغبة كبيرة لأكمل حياتي. كنت أحتاج إلى مساعدة حتى أدخل إلى المرحاض ولألبّي احتياجاتي، لكنني أشعر أنني أفضل حالياً مع أطرافي الاصطناعية، فالأمر تغيّر"، مضيفاً "أريد أن أعمل وأعيش، وأحارب من أجل نفسي وابني وعائلتي".








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي