
كاركاس- اعتبرت الفائزة الفنزويلية بجائزة نوبل للسلام ماريا كورينا ماتشادو، إن وقت رئيس بلادها نيكولاس مادورو قد انتهى، لكنها أكدت في مقابلة مع وكالة فرانس برس من مكان غير معلن الاثنين، أن بإمكانه مغادرة السلطة بشكل سلمي.
وقدّمت المعارضة البالغة 58 عاما عرضا مشروطا لزعيم فنزويلا الذي يحكم منذ أكثر من عقد، قائلة إن مادورو يمكن أن يحصل على ضمانات شخصية إذا قرّر التنازل عن الحُكم.
وأضافت زعيمة المعارضة لوكالة فرانس برس "يمتلك مادورو حاليا فرصة للانتقال نحو تسوية سلمية"، وذلك في وقت كانت زوارق حربية أميركية تتجمّع قبالة سواحل فنزويلا، مشيرة إلى أن المعارضة "مستعدة لتقديم ضمانات، لكننا لن نُعلن عنها قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات".
وحذّرت ماتشادو من أنه "إذا استمرّ في المقاومة، فستقع العواقب على عاتقه بالكامل"، مؤكدة أن "رحيله عن الحكم سيحدث، سواء بالتفاوض أو من دونه".
وأقرّت ماتشادو بأنها ما زالت تحت تأثير الصدمة بعد فوزها المفاجئ بجائزة نوبل للسلام الأسبوع الماضي، قائلة إنها "كانت واحدة من أكبر مفاجآت حياتي، وعليّ أن أعترف أنني لا أزال حتى الآن، بعد ثلاثة أيام، أحاول استيعابها".
وقالت إنها تأمل في استثمار فوزها، إلى جانب الضغوط الأميركية المتزايدة، لإطاحة مادورو الذي يحكم البلاد منذ أكثر من ربع قرن، منذ عهد سلفه الراحل هوغو تشافيز.
وأكدت أن الضمانات ستُقدَّم أيضا لمن يسهم في تسهيل الانتقال، بما في ذلك الجيش الذي يُعدّ ركنا أساسيا في بقاء النظام.
وقالت ماتشادو "لقد أُرسلت هذه الرسالة إلى كامل هيكلية القوات المسلحة والشرطة والموظفين الحكوميين"، مضيفة أن "المزيد من العسكريين بدأوا يتواصلون معنا ويزوّدوننا بالمعلومات".
وردّا على سؤال عمّا إذا كانت تتوقع انتفاضة، قالت "لدينا جميعا — مدنيين وعسكريين — دور نؤديه".
– دبلوماسية الزوارق الحربية –
ورفضت ماتشادو التعليق على احتمالية تدخّل عسكري أميركي مباشر.
ففي آب/أغسطس، نشرت واشنطن ثماني سفن حربية قبالة سواحل فنزويلا، في أكبر حشد عسكري في النصف الغربي للكرة الأرضية منذ غزو بنما عام 1989.
ومنذ ذلك الحين، شنّت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أربع ضربات على قوارب قالت إنها تُستخدم في تهريب المخدرات، ما أسفر عن مقتل 21 شخصا على الأقل.
وأشارت مصادر مقرّبة من الحكومة الأميركية إلى أن ضربات داخل فنزويلا قد تكون وشيكة.
وكان مادورو قد وصف ماتشادو بـ"الساحرة الشيطانية"، واتّهمها بالدعوة إلى غزو أجنبي للبلاد.
وتجنّبت ماتشادو الكشف عن تفاصيل اتصالاتها مع واشنطن، لكنها قالت إنها تحافظ على "تواصل دائم" مع الإدارة الأميركية وحكومات في أميركا اللاتينية وأوروبا.
وأردفت زعيمة المعارضة أن فوزها بجائزة نوبل، إلى جانب الانتشار العسكري الأميركي، أدخلا النظام في أزمة حقيقية، مضيفة "هم يدركون أننا في مرحلة نهائية وحاسمة. في الساعات الأخيرة، اعتُقل عدد من رفاقنا، والقمع يتصاعد".
وتابعت "يحاول النظام أن يبدو قويا، لكنه يعلم أن الجائزة والانتشار العسكري شكّلا ضربة قاضية له"، مؤكدة أن "العالم كله يعرف أنهم هُزموا تماما. لقد أثبتنا انتصارنا"، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وتقول المعارضة إنها جمعت محاضر اقتراع تُثبت فوزها وتزوير السلطة، فيما أعلن المجلس الوطني الانتخابي الذي يُعتبر خاضعا للحكومة، فوز مادورو من دون نشر النتائج التفصيلية، متذرّعا بهجوم إلكتروني.
– "مرحلة العدّ التنازلي" –
قالت ماتشادو إن "من أعلن الحرب على الفنزويليين هو نيكولاس مادورو"، متهمة النظام بأنه مخترق من حلفاء أجانب، بالقول إن "الاحتلال الحقيقي هنا هو من قبل الكوبيين والروس والإيرانيين وحزب الله وحماس وعصابات المخدرات وحركة فارك".
وأضافت "نحن الفنزويليون لا نملك السلاح. سلاحنا هو صوتنا وتنظيمنا المدني وضغطنا وشجاعتنا في التنديد".
أهدت ماتشادو جائزة نوبل إلى "الشعب الفنزويلي الذي يعاني" وإلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قائلة إن "هناك إجماعا واسعا بين الفنزويليين على الاعتراف بالرئيس ترامب لما نراه عادلا وضروريا". واعتبرت أن فوزها "رسالة تُظهر كم تحتاج فنزويلا إلى قيادته (ترامب) وإلى التحالف الدولي الذي تشكّل".
وقالت إن المرشح المعارض إدموندو غونزاليس أوروتيا، الذي تعتبره المعارضة الفائز الشرعي في انتخابات 2024، طلب منها علنا تولّي منصب نائبة الرئيس، مؤكدة "سأكون في أي مكان يمكنني أن أكون فيه أكثر نفعا لبلادي".
واختتمت زعيمة المعارضة التي تتوارى عن الأنظار منذ الانتخابات، حديثها بالقول: "لا أعدّ الأيام... بل أطرح منها ما تبقّى. ليس لديّ شكّ أننا نعيش مرحلة العدّ التنازلي".