اضطرابات الشهيّة تكشف علاقة الطفل بمدرسته

2021-09-20

علاقات الطفل داخل المدرسة تؤثر في شهيته

لندن - تشكو أغلب الأسر من اضطرابات متواترة في شهية الأطفال فأحيانا يقبلون على الأكل بنهم شديد ثم يمتنعون لأيام عن تناول حتى أقل قدر من حاجياتهم اليومية من الطعام.

ويجمع أغلب أطباء الأطفال على وجود علاقة قوية تربط بين المدرسة واضطرابات الشهيّة لدى الأطفال. فعودة الطفل للمدرسة أو الدخول إليها للمرة الأولى واتباعه نظاما جديدا في المعاملة، يجبره على الانصياع للكثير من الضوابط والممنوعات التي لم يعتدْهَا بعد، قد تؤثر في علاقته بالأكل.

ويشير خبراء السلوك إلى أن شهيّة الأطفال تتأثر أيضا بالعلاقات المحيطة به في المدرسة، فإن كان الطفل معجبا بأقرانه ويملك علاقات متينة معهم قد يقبل على الأكل واللعب ويزداد نشاطه، أما إن لاحظ الوالدان أن الطفل يصبح يوما تلو الآخر انطوائيا ولا يرغب في تناول طعامه فقد تكون تلك الحالة إنذارا بأن علاقاته مع محيطه المدرسي غير جيدة.

كما تشير الأبحاث إلى أن الآباء مسؤولون عن الأطعمة والمشروبات التي يتم تقديمها للأطفال، ومتى يتم تقديم الوجبات والوجبات الخفيفة، وكيفية تقديم الطعام. وينصح الخبراء بإدخال أطعمة مختلفة في المراحل المبكرة من الحياة مما يجعل طبق الطعام متنوعا، ويذكرون بأن الأطفال الذين يصعب إرضاءهم وإقناعهم بتناول الطعام يصبحون أيضا بالغين صعب الإرضاء ويعانون من مشكلات صحية.

ويقول إبراهيم شكري استشاري طب الأطفال إن الأسرة بإمكانها اكتشاف مشكلة اضطراب الشهية لدى الطفل من خلال مراقبة سلوكه، إذ تختلف الأعراض حسب نوع اضطراب الأكل الذي قد يكون على هيئة فقدان الشهية العصبي، ومرض الشَّرَه العصبي، واضطراب الإسراف في تناول الطعام، واضطراب الاجترار.

وحسب شكري، قد يميل الطفل الذي يشكو من اضطرابات في الشهية إلى الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية العادية، أو الرياضية، ويرفض تناول وجبات الطعام أو يقدّم الأعذار لعدم تناولها.

كما لا يطلب الطفل الطعام ولو طال الوقت وإذا اضطر للجلوس على الطعام أكل بلا شهية، وإنما لأداء الواجب ورضوخا لضغط الأبوين أو ربما خوفا من العقاب.

وفي المقابل، قد يسرف الطفل في تناول الطعام إلى درجة الشراهة فيُصاب بالسمنة.

ولحلّ مشكلة اضطرابات الشهية قبل أن تتفاقم وتسبب مشكلات صحية أشدّ خطورة على صحة الطفل، ينصح أطباء الطفل وخبراء السلوك الأسرة أن تحرص على أن تلتقي جميعها في وقت واحد محدد على مائدة الطعام وأن تجعل جلسة الطعام شائقة يسودها الحب والود والأحاديث اللطيفة.

ومن المهم الحديث مع الأطفال عن المدرسة والمدرسين والزملاء والزميلات؛ حتى يحكى الطفل إن كانت هناك مشكلة ويتمكّن الوالدان من حلّها دون أن تؤثر على الحالة النفسية للطفل، لاسيما إن كان الابن يعاني من التنمر في المدرسة.

كما أن تعزيز شعور الطفل بالأمان والسعادة، ومحاولة عدم مقارنته بأطفال آخرين سواء كانوا من المحيط العائلي الموسّع أو من أصدقائه، وعدم السخرية من نحافته أو بدانته من شأنه أن يزيد من ثقة الطفل بنفسه ويحسّن علاقته بالطعام.

وينصح الخبراء بضرورة الحوار مع الأبناء بما يناسبهم حول أهمية الغذاء المنتظم المتكامل لصحة الإنسان ونشاطه ونموه، ومن المحبّذ إلحاق الطفل بناد رياضي أو حثه على المشي، وممارسة أي رياضة بانتظام؛ لتتحسن شهيته ويكتسب عادات صحية.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي