بعد حرب عنيفة عاشوها لمدة 11 يوما.. مبادرات لإعادة البسمة لأطفال غزة (صور)

2021-09-14

تستهدف مبادرة أيام الفرح المناطق المهمشة في قطاع غزة

غزة - رويدا عامر

"الحروب أفقدت أطفالنا فرحتهم بالحياة ويجب أن نعيدها لهم"، بهذه الكلمات عبّر الأهالي عن أهمية وجود فريق شبابي يرسم البسمة على وجوه أطفالهم.

ما يقارب مئة طفل من مخيم المغازي وسط قطاع غزة تجمعوا حول مجموعة من الشباب يرتدون ملابس المهرجين جاؤوا إلى المخيم لإسعاد الأطفال من خلال عروض السيرك والألعاب والمسابقات المسلية، وذلك للترويح عن أنفسهم بعد حرب عنيفة عاشوها لمدة 11 يوما.

فرحة الأطفال بالمبادرة الترفيهية

لميس سالم (12 عاما) اصطحبت أخواتها إلى مكان وجود المهرجين، وكانت تسرع في خطواتها للاستمتاع بالفعالية من بدايتها، جلست بين الأطفال تصفق بحماس وتقفز مع صوت الموسيقى.

وقالت لميس للجزيرة نت "لأول مرة في حياتي ألتقي بالمهرجين، لا يوجد في منطقتنا مثل هذه الفعاليات ووجودهم أسعدنا جدا، تمنيت أن أراهم بعد الحرب لنشعر بالفرح والأمان معهم، كنت خائفة جدا من الحرب، واهتزاز البيت بشكل مستمر جعلني أشعر بأنني سأستشهد مثل الأطفال الآخرين، لكننا نجونا من الحرب ولا نريد أن تتكرر مرة أخرى، فشعور الموت سيئ جدا".

الأطفال استمعوا وتحلقوا حول المهرجين بشكل إيجابي

خالد سعد (13 عاما) يقول للجزيرة نت "كنت جالسا على باب البيت مع جيراني لعدم وجود كهرباء في ساعات النهار، جاء أحد أصحابي ليخبرني أنه يوجد مهرجون في الشارع الخلفي، فرحت كثيرا لأنهم جاؤوا في وقت انقطاع الكهرباء، كنت أشعر بملل كبير حينها، ذهبت مع أطفال الجيران لنلعب مع المهرجين ونغني ونرقص، أحب وجودهم بيننا دائما وأتمنى أن يزورونا باستمرار".

مشاركة الأهالي فرحة أطفالهم

كانت السعادة تغمر الأهالي بفرحة أطفالهم واستمتاعهم مع المهرجين، يسعدون بأصوات ضحكاتهم التي تتعالى بين الحين والآخر، ويصفقون معهم.

تقول أسماء السيد (40 عاما) التي حضرت الحفل مع أطفالها، "زيارة المهرجين كانت لفتة جميلة منهم لإسعاد الأطفال، قبل يومين كان أطفالي يطلبون مني الذهاب إلى أي مكان ترفيهي، وللأسف في ظل الظروف المادية الصعبة لا يمكننا الذهاب إلى هذه الأماكن ولا يوجد في مخيم المغازي مكان ترفيهي للأطفال".

وتوضح للجزيرة نت "لهذا عندما جاؤوا بشكل مفاجئ أيقظت أطفالي وأخبرتهم أن هناك مهرجين يلبسون ملابس ملونة ويرسمون على وجوههم ويغنون للأطفال، سعدوا كثيرا بهم وطلبوا مني أن أرافقهم إلى هناك، كانت لحظات جميلة وسعيدة جدا".

تفاعل المهرج علوش مع الأطفال يخرجهم من مشاعر الألم بسبب الحرب

حجر كورونا ورعب الأطفال

وأضافت أسماء "الأطفال بحاجة إلى أنشطة ترفيهية تُروح عن أنفسهم بعد مرحلة صعبة من الحجر بسبب كورونا وزاد الأمر سوءا بالحرب الأخيرة التي دمرت كل شيء وأفقدتهم فرحتهم بالحياة من خلال الرعب الذي عاشوه من أصوات الصواريخ الاهتزازية، وهم أيضا لا ينسون أن هذه الحرب حرمتهم من فرحة العيد، لهذا أشجع كثيرا وجود مبادرات لدعم الأطفال نفسيا لكي نعيد لهم فرحتهم".

إبراهيم الدمياطي (65 عاما) أحد المواطنين الذين حضروا فعالية الأطفال مع أحفاده الصغار، يقول للجزيرة نت "ما عاشه الأطفال خلال الحرب صعب وما كانوا يسمعونه مرعب جدا".

ويزيد الدمياطي "لا نريد أن تبقى هذه الحالة مسيطرة عليهم، لذا نُشجع باستمرار على وجود هذه الفعاليات التي تسعدهم، شعرت بفرحة الأطفال وكنت أصفق معهم وكأنني طفل مثلهم، هذه الفعالية أعادت إحياء الطفولة بداخلنا".

وأضاف الدمياطي "الجميع خرجوا من منازلهم عندما سمعوا صوت أغاني الأطفال وكانوا يتراقصون من بعيد من الفرحة، إضافة لخروج آخرين من نوافذ منازلهم ليشاهدوا العروض البهلوانية والاستمتاع بها، هذا ما نريده أن يكون أطفالنا سعداء على الرغم من ظروف غزة الصعبة، لكننا تعودنا أن نصنع الفرحة من آلامنا وأوجاع قلوبنا".

المبادرة تستهدف المناطق المهمشة في قطاع غزة التي تفتقر للأماكن الترفيهية

مبادرة أيام الفرح

وتستهدف مبادرة أيام الفرح المناطق المهمشة في قطاع غزة التي تفتقر للأماكن الترفيهية التي تساعد على تغيير سلوك الأطفال بعد الحروب الصعبة التي عاشوها، وتضم المبادرة 10 شباب يرتدون ملابس ملونة ومختلفة للمهرجين، ويقدمون عروضا مختلفة أمام الأطفال وبالتفاعل معهم لتحسين سلوكهم للأفضل وتجديد طاقاتهم.

محمود الحسنات (35 عاما) أحد المنشطين في المبادرة يقول "نحن نعمل في هذا المجال منذ أكثر من 3 سنوات، لكننا نرى أن الإقبال على الأنشطة ازداد بعد الحرب حيث يتم استدعاؤنا إلى المناطق المهمشة، ونلاحظ سلوك الأطفال العنيف بعد الحرب وزيادة في الحركة لديهم بشكل عشوائي، وذلك بسبب تأثرهم بأصوات الصواريخ التي كانت قوية، مما جعلتهم أكثر عنفا، لهذا نركز على تصحيح سلوكهم بطريقة لطيفة، ومحاولة ضبط حركتهم السريعة وردود أفعالهم العنيفة أحيانا".

مهرج السيرك يعرض مهاراته أمام الأطفال

يستحقون الشعور بالأمان

ويضيف الحسنات "نستقبل اتصالات أهالي المناطق المهمشة والمخيمات التي تطلب أن نوجد فيها من أجل أطفالهم لعدم وجود مكان للترفيه، والجميل أننا نجد الكبار قبل الأطفال يجلسون وينتظرون عروضنا ويبتسمون كأنهم أطفال، هذا الشيء يسعدنا كثيرا ونشعر بأننا حققنا هدف المبادرة للترويح عن الأطفال وكسر حاجز الخوف الناتج عن الظروف الاقتصادية الصعبة والحروب المتتالية التي لا تتيح لهم فرصة لعيش طفولتهم بأمان".

ويقول المهرج علوش المحبوب لدى الأطفال للجزيرة نت، "في كل مكان مهمش نزوره نرى حاجة الأطفال لهذه الفعاليات التي تُخرج من داخلهم الطاقة السلبية التي ولدتها الحروب والحصار على غزة، تفاعلهم معي يعيدني طفلا صغيرا، نريد أن نستبدل صرخات خوفهم التي سمعناها خلال الحرب إلى صرخات فرح لأنهم يستحقون الشعور بالأمان".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي