أطفال التوحد في تونس يواجهون صعوبات الإدماج في المدارس

2021-09-12

 أطفال التوحد عبء على أسرهم

تونس - يواجه أطفال التوحد في تونس صعوبات في الإدماج في المدارس ورياض الأطفال وفي توفير الإحاطة الطبية لهم.

وطالب إبراهيم الريحاني الخبير في الأسرة والطفولة والمستشار لدى قاضي الأسرة، الدولة بالتدخل العاجل من أجل مساندة أولياء أطفال التوحد في التعهد بأبنائهم المصابين.

وقال الريحاني في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء إن أطفال التوحد يعانون من الإقصاء والتهميش خاصة مع حلول العودة المدرسية حيث غالبا ما تصد المدارس ورياض الأطفال الأبواب في وجوههم بدعوى أنهم يحملون بطاقات إعاقة ويحتاجون إلى مراكز مختصة للتعهد بهم في حين أنهم يعانون من اضطراب نمائي لا يحول دون تألقهم في الدراسة شرط توفير الإحاطة اللازمة لهم.

وبين الريحاني أن عددا كبيرا من الأولياء يضطرون في هذه الحالة إلى وضع أبنائهم في مراكز مختصة غير مراقبة وتقدم خدمات رديئة تكون في الكثير من الأحيان سببا في تدهور الحالة الصحية والنفسية لطفل التوحد.

وأشار إلى أن هذه المراكز تفرض رغم ذلك شروطا مادية مجحفة على الأهل مستغلة بذلك عدم توفر أي خيارات أخرى لهم.

وطالب الريحاني جميع الوزارات والهياكل المعنية بمجال الطفولة بالتدخل العاجل من أجل إيجاد حلول عملية لدمج أطفال التوحد بالمؤسسات المدرسية وإعداد استراتيجية محكمة للتعهد بهم ووضع حد لمعاناة آبائهم التي تتعاظم تزامنا مع كل عودة مدرسية.

ودعا صندوق التأمين على المرض إلى التكفل بتغطية مصاريف حصص التقويم الوظيفي وتقويم النطق والتربية النفسية الحركية، مقترحا على الدولة إيجاد آليات لتوفير مرافقين لأطفال التوحد من قبيل صياغة عقود للعمل الاجتماعي مفتوحة لأصحاب الشهائد العاطلين عن العمل أو التمديد في عقود العمل المدني للمرافقين المبرمة مع الجمعيات المعنية بأطفال التوحد.

وطالب وزارة المرأة والطفولة والأسرة وكبار السن بإعطاء الأولوية لأمهات أطفال التوحد للانتفاع ببرامجها ومشاريعها التي تهدف إلى تمكين المرأة مثل مشروعي “رائدات” أو “التمكين الاقتصادي للأسر”.

كما اقترح الريحاني على وزارة الشؤون الاجتماعية أن تقوم بتمكين الأسر التي ترعى أطفال التوحد بمنحة قارة وتمتيعهم بمجانية الدخول إلى الفضاءات الرياضية وخاصة المسابح باعتبار أن السباحة تعد من بين الآليات العلاجية لهؤلاء الأطفال، فضلا عن التشجيع على إحداث الجمعيات الناشطة في مجال التعهد بأطفال التوحد وتوفير الظروف الملائمة لهم.

واعتبر أن جميع النصوص التشريعية المضمنة في الدستور والتي تخص الأطفال ذوي الحاجيات الخاصة غير مفعلة على أرض الواقع مما جعل فئة أطفال التوحد تعاني من الإقصاء والتهميش الذي يترتب عنه وجوبا تفكك الأسر وتشتتها.

ويعد اضطراب طيف التوحد، الذي تختلف درجات الإصابة به من طفل إلى آخر، حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي