تشكيل حكومة لبنان وملف تسمية "الوزيرين المسيحيين".. "تفاؤل حذر" بقرب الاتفاق

2021-05-31

لقاء سابق يجمع عون والحريري وبري

بيروت-وكالات: عاد الرئيس المكلف سعد الحريري إلى لبنان، الأحد 30مايو2021، بعد إشاعات حول ظروف سفره، تبين بعدها أن لا أساس لها من الصحة.

ومع عودته، زار الحرير رئيس مجلس النواب، نبيه بري، ليعلمه بقراره فيما يخص المبادرة التي طرحها من أجل الخروج من الأزمة.

وكان بري قد طرح مبادرة قائمة على تشكيلة اختصاصيين من 24 وزيراً من دون ثلث معطل لأيّ كان.

وبعد أن كان رئيس الجمهورية ميشال عون يشترط تسمية الوزراء المسيحيين، وافق في الأيام الماضية، والوزير السابق جبران باسيل، على مبادرة بري القائمة على عدم إعطاء الثلث المعطل لأي طرف.

وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع "الحرة" فإن زيارة الحريري إلى عين تينة كانت إيجابية، "إذ عبر الرئيس المكلف عن انفتاحه على طرح الرئيس بري بحكومة من 24 وزيراً شرط أن يُسمي بري الوزيرين المسيحيين، بالتوافق مع البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يُنسق معه بري في الفترة الأخيرة من أجل الوصول إلى حل يُخرج التشكيل من حال المراوحة".

البابا فرانسيس

أعلن البابا فرنسيس، الأحد، أنه سيدعو قادة لبنان المسيحيين إلى الفاتيكان في الأول من يوليو للصلاة من أجل "السلام والاستقرار" في بلدهم.

وكان عون وباسيل أصرا في بالبداية، على تسمية الوزراء المسيحيين، وهو ما رفضه الحريري الذي اعتبر أن ذلك يجعل الثلث المعطل بيد باسيل، وبالتالي لا يُمكن للحكومة أن تعمل بالشكل المطلوب منها، وبالشكل الذي ينتظره المجتمع الدولي الذي يعوّل على  خطوات ملموسة من الحكومة الجديدة، كي يقوم بدوره بمساعدة لبنان في الخروج من أزمته.

وموقف الحريري فيما خص تشكيل الحكومة لم يكن بأفضل حالاته قبل اليوم.

وسيقوم بري في الساعات المقبلة بالتواصل مع عون ووضعه بأجواء اللقاء وفق مراسل الحرة في لبنان، بناء على الاتفاق الذي تم مع بري.

أين كان يقف سعد الحريري قبل مبادرة بري وماذا بعدها؟

البداية من موقف جنبلاط منذ حوالي الأسبوعين الذي تحدث فيه عن أن "السعودية لا تريد الحريري". الموقف اعتُبر بمثابة تصعيد ومحاولة لحشر الحريري كي يستعجل التأليف. ثُم أتت الزيارات التي قامت بها غالبية الطبقة السياسية إلى السفير السعودي بعد الكلام الذي صرح به وزير الخارجية المستقيل شربل وهبة.

في تلك الزيارات، ينقل بعض من التقوا السفير السعودي وليد البخاري عنه كلاماً واضحاً مفاده الآتي: "السعودية لا تدعم شخصاً محدداً في لبنان بل هي تدعم المؤسسات الرسمية". البعض ينقل ما هو أكثر، أي "رفض سعودي تام للحريري" وهو ما لم يتم التأكد منه، بل بعض الأوساط القريبة من السفير البخاري تستبعد أن يكون قد حصل هكذا كلام عالي السقف وحاسم فيما خص الحريري.

يقول وزير سابق مطلع على ملف التشكيل لموقع "الحرة": "الحريري اليوم بين أزمتين، التشكيل أو الاعتذار. فهو إذا أراد التشكيل وبغض النظر عن الشكل والأسماء، يُدرك أن أمامه كرة نار آتية لا محالة لأن حكومته ستكون أمام واقع رفع الدعم وتثبيت سعر الصرف ومن من كُل الطبقة السياسية يستطيع أن يتحمل هذه الأكلاف مع ما فيها من مخاطر".

ويضيف: "خيار الاعتذار أيضاً وارد ولُمح إليه في أكثر من سياق، وهو إلى الآن الخيار الأسهل والذي قد يُكسب الحريري نوعاً من التعاطف الشعبي وتحديداً السنّي معه ويفتح البال أمام عودته لمعارضة شرسة قُبيل الانتخابات النيابية بعد عام من الآن تقريباً".

وإلى اليوم يرفض رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب إقرار خطة رفع الدعم بشكل تدريجي كونه "لا يريد أن يكون هو من يتحمل وزر هكذا قرار، خاصة اليوم في ظل التخلي التام عنه من قبل حتى من سمّاه ودعمه في كل المرحلة السابق"، بحسب مقربين منه ممن عملوا في مرحلة ما كصلة وصل بينه وبين بعض الأفرقاء السياسيين.

أيضاً، وفق المعلومات التي حصل عليها موقع "الحرة" فإن "العقدة في التشكيل، بعيداً عن المسؤولية لا تنحصر فقط في الثلث المعطل، بل تتعداه إلى وزارة الداخلية كون السعودية كانت واضحة وأوصلت رسالة مفادها أنها لا تقبل أن تُعطى هذه الحقيبة لعون أو أن يتخلّى الحريري عنها بأي شكل من الأشكال".

وليد جنبلاط

وبالرغم من أن كُثر يعتبرون أن هذه المعضلة صارت من الماضي إلا أن المعطيات الجديدة تقول إنه في حال كان هناك من تشكيل، فإن السعودية لن تُمانع أن يقوم البطريرك الماروني بتسمية الوزير المسيحي لموقع وزير الداخلية إذا كان من حصة المسيحيين، أو حتى بالتوافق بين بري والراعي.

في المقابل، تقول مصادر الرئيس المكلف: "السعودية قالت وكررت إنها لا تدعم أحداً إلا من يتفق عليه اللبنانيون وبالتالي هي لا تتدخل فيما يحصل اليوم، والرئيس الحريري حصل على غالبية نيابية لتشكيل الحكومة ويعمل على هذا الأساس ووفق ما يمليه الدستور، بعيداً عن الكيديات والبدع التي يحاول كُثر أن يضعها في طريقه في كل مرة".

وتضيف: "قدم الحريري كُل شيء من أجل تشكيل الحكومة، وهو الآن يقوم بما هو طبيعي، أي تشكيل فريق حكومي متجانس يستطيع أن يُنجز ويحاول أن يخرج لبنان مما يتخبط فيه، لكن يُواجه بمعوقات كالتي يقوم بها فريق العهد من جهة، وبحملة من الذين يعطون لنفسهم صفة ثوار، والذين لا مشكلة لديهم إلا الحريري على الرغم أن الأخير هو الوحيد الذي استمع لمطالب الناس بعد 17 أكتوبر واستقال وأفسح المجال أمام التغيير".

سعد الحريري

رد رئيس الحكومة المكلف، سعد الحريري، بقوة على الرسال التي وجهها الرئيس اللبناني، ميشال عون، إلى مجلس النواب والتي اتهم فيها زعيم تيار المستقبل برفضها لتشكيل الحكومة العتيدة.

وسط كُل ذلك، تقول مصادر مشاركة في عملية التشكيل: "كُل ما يحصل اليوم مرهون بقرار خارجي. إلى الآن من يُعطي الضوء الأخضر في عملية التشكيل هي إيران، وبالتالي كُل مسعى الحريري مرهون بما يُقرره الحزب والكُل يعلم ذلك ولكن الكل في الوقت نفسه يرمون التعطيل على بعضهم البعض".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي