موجة كراهية الآسيويين تنتقل إلى كندا

متابعات-الأمة برس
2021-04-11

غالبا ما يتطلع الليبراليون إلى أقصى شمال القارة الأمريكية، بحثا عن رؤية لما يمكن أن يكون، حيث يتجهون بنظرهم إلى كندا، التي يمنون الحياة فيها لما تتمتع به - وفقا لما يعتقدون - من حماية الحريات الشخصية ورعاية المتمردين علي مجتمعاتهم وتوفير حياة كريمة للمهاجرين، لكن تقريرا حكوميا صادما كشف تزايد الكراهية والعنصرية المعادية للمواطنين ذوي الأصول الآسيوية.

ويشير تقرير جديد ممول من جانب الحكومة الكندية، إلى أن الكنديين من ذوي الأصول الآسيوية تم استهدافهم وممارسة سوء معاملتهم، من قبل مواطنيهم، وقامت مجموعات مدنية، مثل «المجلس الوطني الكندي الصيني للعدالة الاجتماعية»، بتجميع التقرير الذي يوثق «العنصرية المعادية لذوي الأصول الآسيوية في أنحاء كندا بعد عام واحد من تفشي جائحة كورونا المسببة لمرض كوفيد 19».

ويقول الكاتب فرانسيس ويلكنسون، المتخصص في شؤون السياسة الأمريكية والداخلية في تقرير نشرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء: إن هذه الفضائل لا تعد «بالضبط أساطير»، موضحا أن «سكان فانكوفر، حيث كنت أعيش خلال الأسابيع العديدة الماضية، هم شرائح متساوية تقريبا من الكنديين من ذوي الأصول الأوروبية، والكنديين من ذوي الأصول الآسيوية، حيث يمثل كل منهم أكثر من 40 % من إجمالي عدد السكان».

ويوضح ويلكنسون أنه «بينما يسعى الأمريكيون للتخلص من تصاعد وقائع العنف العنصري ضد الأمريكيين من ذوي الأصول الآسيوية (وتحديدا) أثناء فترة تفشي جائحة كورونا، هناك دليل على وجود موجة مماثلة من تلك الوقائع في كندا».

وقد سجل الباحثون في تقريرهم الجديد والممول من جانب الحكومة الكندية، 1150 واقعة لممارسة معاداة ذوي الأصول الآسيوية في كندا، خلال الفترة من العاشر من مارس 2020 وحتى 28 من فبراير2021، وتضمنت الوقائع اعتداءات جسدية وبصقا على الضحايا وتحرشات لفظية.

ونقل ويلكنسون عن إيمي جو، رئيسة المجلس الوطني الكندي الصيني للعدالة الاجتماعية، قولها له «إن كندا شهدت في العام الماضي حالات معاداة لذوي الأصول الآسيوية أعلى من تلك التي شهدتها الولايات المتحدة».

وفي فانكوفر، سجلت الشرطة في العام الماضي 98 جريمة كراهية معادية لذوي الأصول الآسيوية، وذلك بالمقارنة مع عدد 12 واقعة فقط في عام 2019.

وبلغ متوسط سعر بيع المنزل في فانكوفر خلال شهر مارس، أكثر من 1.1 مليون دولار أمريكي، وبينما يعد الأجانب في فانكوفر من الأثرياء، فإن الكثير منهم ممن يعيشون ويعملون في الأحياء الصينية ليسوا كذلك.

ويشبه شارع «بيندر»، الذي كان يوجد به في يوم من الأيام مصنع لمخدر الأفيون، الأحياء الصينية التي توجد في الكثير من المدن بأمريكا الشمالية، ويوجد في الشارع محلات للبقالة وتجهيزات للمطاعم ومحلات جزارة وأخرى تقوم بتعليق الدجاج خلف النافذة الأمامية للمحل.

ويقول ويلكنسون: إن كندا - شأنها شأن الولايات المتحدة - لا يستهان بها من حيث تاريخ العنصرية، ويشير مؤلفو التقرير المتعلق بالهجمات التي تم تسجيلها أثناء فترة تفشي جائحة كورونا لمعاداة ذوي الأصول الآسيوية، إلى أنفسهم بوصفهم «مستوطنين عنصريين» في كندا، ويقولون في الجملة الأولى من التقرير: «نعلم أن عملنا ضد العنف العنصري يتم على أراض مسروقة خاصة بالسكان الأصليين».

ويوضح الكاتب أن كندا لم تشهد ممارسة العبودية الأفريقية على نطاق واسع رغم أنها شهدت بعضها، ويرجع ذلك بصورة جزئية إلى فرار الموالين للحكم البريطاني إلى كندا مع ما يمتلكونه من عبيد عندما اندلعت الثورة في المستعمرات الأمريكية، كما أن كندا لم تقم بالطبع بزراعة القطن والأرز والتبغ أو السكر، وهي السلع التي كانت العبودية قائمة عليها في النصف الغربي من الكرة الأرضية.

ويقول ويلكنسون: إنه بينما يتم الاحتفاء كثيرا بسمعة كندا كأرض موعودة للهاربين من العبيد الأمريكيين، فإن العنصرية التي واجهها الكثير من هؤلاء الهاربين بمجرد وصولهم، تعد أقل بروزا.

يشار إلى أنه بحلول منتصف القرن التاسع عشر، كان هناك ما يتراوح بين 20 ألفا و40 ألفا من ذوي البشرة السمراء الذين يعيشون في كندا، وقد تم إلغاء العبودية هناك في عام 1834، إلا أن المدارس والمطاعم والمسارح والأحياء التي يتم فيها الفصل بين المواطنين على أساس عنصري، كانت منتشرة.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي