
الآن، بعد أن شاهدت كل مقاطع الفيديو من جميع الزوايا لسقوط عضو الكنيست إيلي دلال، الخلاصة واضحة: دلال لم يُسقط، ولم يُدفع، ولم يُهاجم. أحد المتظاهرين ساعده حتى على النهوض. المتظاهر الذي ألقى نحوه (بعد أن وقف) الأوراق النقدية (المزوّرة) أظهر حماقة شخصية، لكنه لم يصب ولم يُلحق ضررًا. لو كنت مكانه، لاتصلت بـ “دلال” واعتذرت. حين يسقط رجل مسن، تمد له يدك لتساعده، لا لترمي عليه أوراقًا (كما فعل متظاهر آخر).
أما عن الاحتجاج نفسه: تخيلوا أن حكومة بينت–لابيد هي التي جلبت علينا الخراب؛ المجزرة الأكبر في تاريخ الشعب اليهودي منذ الهولوكوست، واقتلاع عشرات الآلاف من منازلهم، و251 مخطوفًا، 48 منهم لم يعودوا بعد إلى بيوتهم، والوضع الاقتصادي المروّع، والانهيار الدولي، وتحولنا إلى دولة منبوذة، وهجرة متزايدة للإسرائيليين المتميزين الذين لم يعودوا مستعدين لمواصلة العيش هنا.
التفكيك المنهجي لكل شيء: المحاكم، الشرطة، الديمقراطية، الإعلام الحر. استمرار التحريض، نشر نظريات المؤامرة والخيانة، التحريض المقيت. الفساد. ماي غولان، دودي امسالم، وطالي غوتليب المجنونة. ثم استمرار توزيع الأموال للقطاعات، بينما لا يوجد مال لإعادة بناء مستشفى سوروكا أو لعلاج المصابين بصدمات ما بعد الحرب، ومع هذا كله استمرار التنفس الاصطناعي لإعفاءات ممنوحة للحريديم. وتفضيل المسافرين إلى “اومان” على حساب جنود الاحتياط… وبعد كل هذا، هل يظنون حقًا أنه لن يكون هناك احتجاج ضدهم؟ هل يعتقدون بجدية أن شعب إسرائيل يجب أن يشكرهم بالتصفيق؟
الاحتجاج ضد حكومة الشر والخراب، الذي بدأ مع بدء الهجوم على الديمقراطية ويستمر حتى بعد خراب 7 تشرين الأول، هو حدث طبيعي. ورغم أن الملايين يشاركون فيه، إلا أنه الاحتجاج الأقل عنفًا الذي شهدته هذه البلاد على الإطلاق. هكذا يجب أن يستمر: بلا رفع يد، بلا تفكير في العنف، بلا تخيل للعنف. حتى يعود الأمل.
بن كسبيت
معاريف 23/9/2025