مقدمة لمراحل حرجة.. ما المجهول الذي ينتظر الجيش الإسرائيلي في غزة؟
2025-07-21
كتابات عبرية
كتابات عبرية

653 يوماً من الحرب بلا حسم، 50 مخطوفاً إسرائيلياً لدى حماس، 1928 مواطناً وجندياً قتلى، منهم 893 مقاتلاً سقطوا في المعارك، وآلاف آخرون من الجرحى جسديا ونفسياً. هكذا يبدو “غرق في الوحل الغزي”. لقد حان الوقت للقول إن إسرائيل تنجح في تحقيق إنجازات تكتيكية في الحرب في غزة، لكنها ليست على مسافة خطوة عن النصر. بل أبعد من هذا.

لكن النتائج القاسية ليست بسبب سلوك الجيش، بل في سلوك المستوى السياسي وسلوك بنيامين نتنياهو الذي لا يعرف، ولا يريد وعلى ما يبدو أيضاً لا يستطيع اتخاذ القرارات. لكن هذا لا يغير في الأمر شيئا، فعندما يكتب التاريخ، الذي يتحقق في هذه اللحظة، فالمذنبون هم: رئيسا الأركان اللذان لم يوفرا البضاعة – قائدا الجبهة الجنوبية السابق والحالي، وقادة الفرق، والمستشارة القانونية للحكومة، والمدعية العامة العسكرية، ورئيس “الشاباك” ورئيس الموساد اللذان أدارا “إعطاء وإعطاء” (بدلاً من الأخذ والعطاء أو المفاوضات)، والقائمة تطول.

يختبئ وراء الأعداد القاسية آلاف وعشرات آلاف قصص المخطوفين، والجنود في النظامي والاحتياط، والعائلات – الآباء والأمهات، والأزواج والزوجات والأطفال. في الأسابيع الأخيرة، في كل زيارة لوحدة عسكرية – في غزة، والشمال أو الضفة – الحديث مشابه. وهذا يبدأ دوماً بحديث إيجابي من قائد الكتيبة أو قائد السرية عن مدى تصميم الجنود على تنفيذ المهمة وحسب المعركة مع العدو، ومدى أفضليتنا وتصميمنا.

الحقيقة أن هذا صحيح؛ فلا تزال الدوافع عالية. لكننا لا ننتصر مع الدوافع، ولن نحسم المعركة مع العدو. هناك حاجة لهذا الغرض إلى طريق، وأهداف، ووسائل وقدرات. لقد بنى الجيش الإسرائيلي نفسه لمعارك قصيرة وسريعة. الكثير من النار، قوة وقدرة مناورة قصيرة وفاعلة. وقد فعل هذا عدداً لا يحصى من المرات في غزة. من بيت حانون وجباليا من الشمال عبر مدينة غزة ومحور نتساريم في وسط القطاع وحتى خان يونس ورفح جنوباً.

لقد وصل الجيش الإسرائيلي الآن إلى مرحلة هو الآن في المكان الأكثر إشكالية من ناحيته – الصمود في ظروف ميدانية محددة يبدأ فيها تنفيذ معركة دفاعية وليس عبثاً، بل في ملعب خارجي. بعد وقت، في كل زيارة لوحدات الجيش الإسرائيلي، تبدأ تطلب القصص. عن المصاعب، والإنهاك، التعب، تلبد الاحاسيس والفهم بأنه لا إدارة ومخططات للمعركة. كان النموذج الأبرز المهزلة حول موضوع المدينة الإنسانية التي كان يفترض بها أن تقوم على خرائب رفح. في النهاية، تبينت هذه كأحبولة من المستوى السياسي لمخادعة الجمهور في إسرائيل ومحاولة ممارسة الضغط على حماس.

من المهم الإشارة إلى أن رئيس الأركان وقيادة الجيش عارضوا الخطوة لأنهم أناس جديون وفهموا بأنه لإخراج الأحبولة إلى حيز التنفيذ، ثمة حاجة إلى ما بين ثلاثة أشهر ونصف سنة لأعمال التنظيم والبناء – وهناك حاجة لآلاف الجنود للحراسة. وبالطبع، أدرك في الجيش أن هذا يعني فتح جبهة إضافية من معركة دفاع وفرض حكم عسكري في جنوب القطاع. في هذه اللحظة، مشاكل الجيش مقدمة حرجة لما سيأتي. هو بحاجة قبل كل شيء إلى أن يتثبت على حدود ومهام محددة، وهو بحاجة إلى الإنعاش وملء الصفوف، هو بحاجة إلى تأكيد الانضباط العسكري لعموم الوحدات والأطر، وهو بحاجة إلى بناء قوة الإنسان وقوة الآليات الحربية على حد سواء.

 

آفي أشكنازي

معاريف 20/7/2025



مقالات أخرى للكاتب

  • إسرائيل بـ"عرباتها" تخفق في تحقيق أهداف الحرب: غزة.. إلى متى؟
  • باحثاً عن مخرج.. هل تنكسر عصي نتنياهو في دواليب ترامب وخطته؟
  • ما أبعاد مرسوم ترامب لحماية الدوحة أمريكياً وإقليمياً ودولياً؟







  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي