
زيارة نتنياهو الثالثة إلى البيت الأبيض لدى الرئيس ترامب وتقدم المحادثات بين إسرائيل وحماس في الدوحة أطلقت ريح أمل، إن لم نقل نشوة، في أوساط سكان كثيرين ممن يريدون إنهاء الحرب في غزة وإعادة كل المخطوفين أحياء وأمواتاً، إلى بيوتهم وإلى راحتهم الأبدية.
إعلان ويتكوف بقاء بند واحد قيد الخلاف من أصل أربعة، أضاف تفاؤلاً. أمس، دعي رئيس الوزراء إلى حديث إضافي لدى ترامب، يبدو أن معظمه دار حول إنهاء القتال. نتنياهو دخل وخرج من البيت الأبيض من البوابة الخلفية، بلا تصريحات وبلا تصوير. وتكاد دفعة واحدة قلبت إحساس التفاؤل إلى إحساس انعدام اليقين بفرصة حدوث اتفاق.
منذ 7 أكتوبر، صفى الجيش الإسرائيلي كل قيادة حماس العسكرية والسياسية، ودمر كل بناها التحتية العسكرية، وقتل آلاف المخربين، واحتل معظم أراضي القطاع وحول معظمها إلى منطقة مدمرة ومنكوبة بالكارثة سيستغرق ترميمها سنوات. لا شك أن الجيش الإسرائيلي حقق نصراً عظيماً على حماس التي تبقت الآن منظمة حرب عصابات تؤدي مهامها جزئياً. لأسفنا، بقي لديها المخطوفون الذين نكافح للوصول إلى اتفاق كي نحررهم.
إن عودة المخطوفين إلى البلاد وإنهاء الحرب لن يكونا ولن يعتبرا اتفاق استسلام من جانب إسرائيل أو نصراً لحماس. كل عاقل يرى كيف تبدو غزة اليوم ويفهم من انتصر ومن خسر. العالم الإسلامي لن يلهمه وضع حماس ولا غزة المدمرة، وعليه فإن اتفاق إنهاء الحرب لن يشكل خطراً وجودياً على إسرائيل.
في أثناء الحرب، فككت إسرائيل المحور الشيعي الذي بنته إيران حولها، وقوضت حماس في غزة، وضربت البنية التحتية الإرهابية للمنظمة في الضفة ومنعت العمليات، وقوضت حزب الله، وأثبتت تفوقاً مطلقاً على إيران، أما سلاح الجو فضرب أهداف النووي، وصواريخ أرض أرض، والحكم. سقوط نظام الأسد في سوريا أضاف إلى الضربة التي تلقاها المحور الشيعي. إسرائيل تعد اليوم القوة العظمى الإقليمية الأقوى في الشرق الأوسط، ومن موقع القوة هذا ستحقق اتفاقاً في غزة.
إن اتفاقاً في غزة سيؤدي إلى اعتراف بقوتنا وسيوضح بأن لإسرائيل بأساً للقتال وللانتصار، بل أيضاً البأس وعظمة الإصرار على قيمها وإعادة بناتها وأبنائها على الديار.
إن إنهاء الحرب في غزة سيحدث تطورات دراماتيكية في الشرق الأوسط كله. توسيع اتفاقات إبراهيم والاتفاقات التجارية بين الدول المنضمة سترفع الاقتصاد الإسرائيلي عالياً لعشرات السنين إلى الأمام. الإيرانيون، الواعون لوضعهم الصعب يقاتلون بكل قوتهم ليحبطوا اتفاقاً بين إسرائيل وحماس، ويشكل شرطاً للاتفاق المتبلور مع السعودية. صواريخ الحوثيين وتجدد إصاباتها للسفن في البحر الأحمر، إلى جانب نار صواريخ حماس وتصريحات قتالية أخرى من طهران، تجسد الجهد الإيراني لإحباط كل اتفاق. في هذه الساحة، تنظر إلينا الدول السُنية المعتدلة وتتوقع البشرى.
نقف أمام ساعات مصيرية. العيون تتطلع إلى الدوحة، لكن القرارات تتخذ في واشنطن. موافقة إسرائيلية – أمريكية للوصول إلى اتفاق مع حماس وإنهاء الحرب ستكون النصر المطلق لإسرائيل على المحور الشيعي. لقد كان لنتنياهو، مثلما كان للرئيس ترامب أيضاً، الشجاعة والبأس للخروج إلى الحرب. والآن، وقت إظهار الشجاعة والسعي إلى النهاية وإعادة المخطوفين. الجريء وحده ينتصر.
اللواء احتياط اليعيزر تشايني مروم
إسرائيل اليوم 10/7/2025