هل تمر "مسيرة الأعلام" في أحياء القدس الإسلامية بسلام؟
2023-05-02
كتابات عبرية
كتابات عبرية

قد يحاول للعرب تحدي إسرائيل في يوم القدس. لا يوجد موعد أو عنصر إسلامي لم يحاول في الأشهر الأخيرة استفزاز إسرائيل وفحص تصميمها وردود فعلها. “حزب الله” في الشمال؛ وحماس في الجنوب، ومخربون منظمون تحت أسماء متغيرة في “يهودا والسامرة” بإلهام تحريض إسلامي مع عنوان إيراني أو محلي.

مرت – انقضت أيام رمضان، وبعد أسبوعين ونصف سيحل يوم القدس، بالرزنامة العبرية هو يوم النكسة، أو يوم الهزيمة كما يترجم إلى العبرية. إسرائيل جعلت هذا يوم تحرير القدس، والصراع العربي لم يعد على الشرف الذي ديس في 1967 بل يتركز على محاولة إشعال النار في قلب البلاد. قبل سنتين، أشعلت أيام كهذه وأعمال استفزازية في الشيخ جراح حملة “حارس الأسوار” مع كل النتائج الخطيرة في مدن مثل اللد، عكا، يافا وغيرها.

تقترب إسرائيل من هذا الموعد الدائم بإحساس من الهدوء النسبي في المجال الأمني. فمعالجة يوم القدس، الذي في مركزه مسيرة الأعلام، عملية محسوبة من التوازنات. فثمة إخطارات مسبقة وتحذيرات ترافقها تهديدات واشتراطات هي جزء من استراتيجية الإرهاب. التوتر المتعاظم في الفترة ما قبل ذلك، بتشجيع من الإعلام، يعمل في حرب أعصاب، وهو مجد لمنظمات الإرهاب بقدر لا يقل عن العنف عملياً، إذا ما وقع في يوم القدس. كلما كان الحرم في الصورة بقدر أقل، تمر مسيرة الأعلام بسلام. الحكومة الحالية لا تختلف عن الحكومات السابقة، لا يمكنها أن تتخلى عن الحدث الذي أصبح البؤرة الوطنية السياسية ليوم القدس – مسيرة الأعلام. فلئن كان مركز الثقل لهذا اليوم في الماضي في “جفعات هتحموشت”، حيث سقط 36 مقاتلاً من المظليين في معركة تحرير المدينة في 1967، فقد انتقلت هذه البؤرة منذ سنين إلى “المبكى” [حائط البراق] وإلى المسيرة التي تمر في الحي الإسلامي.

لم يعد تقسيم القدس على جدول الأعمال. يتبين أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس أغلق الموضوع، وذلك رغم وجود إدارة يسارية في واشنطن ليست ودية مع إسرائيل اليوم. كي يمر هذا اليوم بسلام، ليس مطلوباً فقط استعداد أمني مناسب تعرف الشرطة و”الشاباك” كيف تنفذه جيداً، بل المطلوب أيضاً سلوك مناسب لمشاركي مسيرة الأعلام.

إن حكومة يتسلم فيها بن غفير هو وزارة الأمن الداخلي، لن تتخلى عن أي موقع في القدس، لكن بن غفير بالذات يمكنه أن يطالب مشاركي المسيرة بالتصرف بشكل محترم تجاه المواطنين الفلسطينيين في القدس. ينبغي النظر إليهم كمواطني إسرائيل عملياً، حتى لو لم يكن على الورق. إن رغبة الفلسطينيين في تحدي بين غفير والإظهار بأنهم لا يخافون، ستتسبب بالاحتكاكات. وإذا لم تصر المستشارة غالي بهرب ميارا، ومنظمو اضطرابات الطرقات على إثارة المشاكل، وإذا ما ابتسمت الشمس، فسيكون ممكناً إعادة سياقة كلمات المقاتل من القدس –بالإجمال نريد العودة إلى الديار بسلام.

 

أمنون لورد

إسرائيل اليوم 2/5/2023



مقالات أخرى للكاتب

  • إسرائيل بعد ضربتها لأصفهان.. هز مقصود للسفينة الإقليمية أم لعب بالنار؟  
  • كيف واجه أهالي دوما والمغيّر إرهاب المستوطنين؟  
  • هل هناك خط دبلوماسي إيراني - عربي- أمريكي لمنع حرب إقليمية؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي