في ولاية بن غفير: جرائم تتسع بين أبناء المجتمع العربي.. ومصدر قانوني: "خارج أولوياته"
2023-04-30
كتابات عبرية
كتابات عبرية

في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2023 والتي شغل فيها ايتمار بن غفير منصب وزير الأمن القومي تضاعف عدد المقتولين في إسرائيل مقارنة مع الفترة الموازية من السنة الماضية. فقد وصل عدد القتلى هذه السنة إلى 78 قتيلاً مقابل 34 في الفترة الموازية في العام 2022. هذه القفزة في عدد حالات القتل التي حدثت، سواء في أوساط العرب أو اليهود، حيث عدد القتلى هو الأعلى في الأشهر الأربعة الأولى في هذه السنة، أكثر مما كان في عقود سابقة. بالوتيرة الحالية فإن عدد القتلى في إسرائيل قد يصل إلى 230 شخصاً في السنة.

منذ بداية السنة قتل 60 عربيا مقابل 26 في الفترة الموازية من العام الماضي، و16 يهوديا مقابل 8 ومواطنين أجنبيين. هذا العدد لا يشمل الرجل الذي تم فصله في الأسبوع الماضي عن جهاز التنفس الاصطناعي في مستشفى رمبام (97 سنة) والمرأة التي فعلت ذلك متهمة بقتله. وحدث ارتفاع أيضاً في عدد النساء المقتولات – 11 امرأة منذ بداية السنة (9 منهن نتيجة عنف العائلة) مقابل 5 في الفترة الموازية من العام الماضي. في نيسان، كان عدد القتلى هو الأعلى، 25 قتيلاً، 20 منهم من العرب. “لا يمكن الشك بهذه الأرقام. هذا فشل ذريع للشرطة”، اعترف مصدر رفيع في جهاز الشرطة.

ثلاث حالات فقط من 60 حالة قتل لعرب في هذه السنة تم حل لغزها، أي 5 في المئة. كانت المرة الأخيرة قبل أسبوعين عندما نجحت الشرطة في الحصول على أدلة فيما يتعلق بقتل شادي الزعبي (17 سنة) من طمرة في الجليل الأسفل، وتقديم أحد أبناء عائلته للمحاكمة. هذا وضع استثنائي أيضاً بخصوص اللواء الشمالي في الشرطة، حيث عدد حالات القتل هناك وصل إلى 19 مقابل 23 في السنة الماضية. في منطقة الوسط الشرطة تحقق في 14 حالة قتل لعرب، من بينها 9 في اللد. معظم حالات القتل هي لأشخاص معروفين للشرطة، الأمر الذي يشير إلى تقوي منظمات الجريمة في المجتمع العربي.

في أوساط اليهود يبرز ارتفاع في عدد حالات القتل في منطقة الوسط على خلفية نزاعات بين منظمات جريمة في أعقاب إطلاق سراح عدد من المجرمين البارزين من السجن أو عودة آخرين إلى البلاد من الخارج. أحدهم هو رئيس منظمة الجريمة يوسي موسلي، الذي أطلق سراحه من السجن قبل أسبوعين، الأمر الذي أشعل الصراعات بين المنظمات في منطقة الوسط. تقدر الشرطة أن قتل رجل العصابات ليئور غرينبرغ في “حولون” وقتل باروخ بورخوف في “ريشون لتسيون” في الأسبوع الماضي مرتبط بمنظمة موسلي. خلافاً للوضع في الوسط العربي، فإن الشرطة تنجح غالباً في حل لغز عمليات قتل ليهود باستثناء المرتبطة بمنظمات الجريمة.

الشرطة تنسب هذه القفزة في عدد حالات القتل، وعدم حل معظمها، إلى توجيه قواتها للتعامل مع موجة الإرهاب والمظاهرات ضد الانقلاب النظامي. “جميع الاهتمام والقوة في المقام الأول هي لمواجهة وضع أمني غير عادي، ومع المظاهرات الكثيرة غير المسبوقة”، قال ضابط رفيع في الشرطة. مع ذلك، الأغلبية الساحقة لعمليات القتل لم تحدث في تل أبيب التي تجري فيها معظم المظاهرات. إضافة إلى ذلك، لم ينجح الشرطة في تقليص حالات القتل في الوسط العربي وحل لغزها أيضاً قبل التصعيد الأمني، رغم قيام قسم خاص للقضاء على الجريمة في الوسط العربي أثناء فترة المفتش العام للشرطة كوبي شبتاي.

“المفتش العام للشرطة عاجز، لا يملك حلولاً إلا الطلب بالسماح له بالاعتقالات الإدارية. ولكن هذا غير موجود وليس ل حل آخر باستثناء إرسال القوات ليومين أو ثلاثة أيام”، قال ضابط رفيع في الشرطة. “الموضوع أيضاً ليس على سلم أولويات بن غفير. فهو لا يهتم بذلك”. مصدر رفيع في جهاز إنفاذ القانون قال إن حالة الطوارئ لوقف الجريمة في الوسط العربي التي بادر إليها نائب وزير الأمن الداخلي السابق يوآف سغلوفيتش، عملية “مسار أمن”، تم إبطاؤها في 2021. “أولاً، لا يوجد أي تعاون من السلطات المحلية معه خلافاً لفترة بارليف. ثانياً، هذا الأمر مختلف عندما لا يكون على رأس الجهاز شخص مثل سغلوفيتش”، قال المصدر نفسه.

“كانت معطيات القتل في فترة بارليف مرتفعة. ولكن منحى الزيادة تم وقفه للمرة الأولى بفضل البرامج التي طبقها الوزير: “مسار أمن”، “مدينة آمنة”، “لنوقف النزيف” وغيرها. قال المصدر الرفيع في جهاز إنفاذ القانون. “كانت هناك جهود من قبل جميع الجهات. منذ تسلم بن غفير لمنصبه، تم إهمال كل شيء وانتقلوا للحديث بالشعارات”.

توجهت “هآرتس” إلى بن غفير وطلبت الرد، لكن الوزير لم يتطرق إلى الادعاءات التي طرحت خطياً.

 

يهوشع براينر

 هآرتس 30/4/2023



مقالات أخرى للكاتب

  • كيف واجه أهالي دوما والمغيّر إرهاب المستوطنين؟  
  • هل هناك خط دبلوماسي إيراني - عربي- أمريكي لمنع حرب إقليمية؟  
  • هل كان اغتيال أبناء هنية بمنزلة حكم إعدام على "المحتجزين" لدى حماس؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي