من "أفيتار" حتى الغور.. هكذا ترد إسرائيل على عمليات الفلسطينيين
2023-04-12
كتابات عبرية
كتابات عبرية

على خلفية هجمة الإرهاب، ستفهم مسيرة “أفيتار” التي جرت أمس للمطالبة باستيطان النقطة أن ذلك ليس أكثر من استغلال فرصة. ليس واضحاً لمعظم شعب إسرائيل كيف يرتبط الاستيطان في “أفيتار” بالرد على الإرهاب. المشكلة أن ما كان مفهوماً من تلقاء ذاته لقيادة الحاضرة اليهودية ولمعظم الجمهور اليهودي في البلاد في أيام ما قبل قيام الدولة، كف عن أن يكون مفهوماً ومتفقاً عليه.

في ذروة اضطرابات 1936 كتب د. موشيه بيلنسون، الذي كان محرر صحيفة “دافار”، مقال الافتتاحية “معنى المعركة”، اعترف فيه بأن الصراع في البلاد بين اليهود والعرب سيكون طويلاً، ولن يتنازل أي من الطرفين بإرادته الطيبة عن تطلعه بالملكية على البلاد. وانتهى المقال بالسؤال المعروف: “حتى متى؟”، الذي أجاب عليه: حتى يعرف أكثر المتحمسين والجسورين في معسكر العدو، في كل معسكرات الأعداء حيثما كانوا: “لا وسيلة لكسر شوكة إسرائيل في بلاده. إذ إن واجب الحياة وحقيقة الحياة معه، ولا سبيل بدونه غير التسليم به، هذا هو معنى المعركة”.

كان للإرهاب العربي منذ بدايته غاية واضحة: “منع وإلغاء هدف الصهيونية لبناء وطن قومي للشعب اليهودي في بلاد إسرائيل. من هنا ينبع قرار قيادة الحاضرة – بالذات بسبب الإرهاب – تسريع زخم الاستيطان والبناء بطريقة السور والبرج.

في المستوى التكتيكي يستوجب الرد على الإرهاب أن يكون مركزاً في جهود الحراسة والإحباط المباشرة. أما في المستوى الاستراتيجي فالرد على الإرهاب يجب أن يركز على الجهد لمنع الغاية التي يسعى الإرهاب لتحقيقها.

منع حركة الإسرائيليين في المنطقة

كانت هناك غاية عامة لقتل الأخوين ينيف في حوارة مثل قتل الأختين دي وايمن في الحمرا. فضلاً عن التطلع إلى قتل اليهود، فقد سعى القتلة إلى غاية أوسع: سعوا من خلال زرع الخوف والقلق لمنع حرية الحركة في المنطقة عن الإسرائيليين، وبذلك تسريع الاستعداد الإسرائيلي للانسحاب. في المرحلة الأولى – الدفع نحو الانطواء في خطوط 1967. في المرحة الثانية المواصلة حتى إلغاء كل سيادة يهودية بين البحر والنهر. في أيام اضطرابات نيسان 1936 إياها شرح بن غوريون: “وسائل العرب (الإرهاب) تتناسب وهدفهم… هدم إمكانية بناء البلاد. وأضاف إلى ذلك الرد: “فهل هذا هدفنا؟ نريد أن نغير الوضع الراهن، نريد أن ندخل جموع المهاجرين الجدد، نريد أن نبني ونبني أنفسنا، نحتاج لنزرع ونغرس ونعمل”.

بلور “أورد فينغت” في عمله مع سرايا الليل أثناء حماية محور النفط في “راموت يسسخار” و”سهل يزراعيل”، مفهوماً دمج العمل العسكري للدفاع ضد الإرهاب بالميل لتعزيز الاستيطان اليهودي. لهذا الغرض أوصى بإقامة “كيبوتس حمدية” المشرف على مفترق حيوي.

كما أنه من المتوقع أن تقوم على التلة مستوطنة “أفيتار” التي تشرف على محور عرض حيوي – محور 5 إلى غور الأردن. في خريطة رئيس الوزراء إسحق رابين لاتفاق أوسلو فإن الإشراف على غور الأردن وعلى محور 5 المؤدي إليه يعدّ مصلحة أمنية وطنية حيوية.

بهذا المنطق، فإن الرد على هجمة الإرهاب تتطلب، إضافة إلى جهود قوات الأمن، جهداً استيطانياً واسعاً في غور الأردن أيضاً – وفي الطريق الرئيس المؤدي إليه. وبالتالي “أفيتار”، الآن.

 

غرشون هكوهن

إسرائيل اليوم 11/4/2023



مقالات أخرى للكاتب

  • هل تؤتي ثقافة المافيا التي اتبعتها إدارة ترامب ثمارها في الشرق الأوسط؟
  • إسرائيل بـ"عرباتها" تخفق في تحقيق أهداف الحرب: غزة.. إلى متى؟
  • باحثاً عن مخرج.. هل تنكسر عصي نتنياهو في دواليب ترامب وخطته؟








  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي