مصير المتظاهرين في إسرائيل.. بين حملة شعار "كهانا حي" وتواطؤ الشرطة وكذب الحكومة 
2023-04-04
كتابات عبرية
كتابات عبرية

مع نهاية المظاهرة ضد الانقلاب النظامي في تل أبيب، السبت، خرجت عصبة نشطاء اليمين إلى حملة عنيفة في شوارع المدينة، وهاجمت زوجين ابني نحو 18، لم يشاركا في المظاهرة على الإطلاق، ضربوا الشابة في وجهها بالقبضات ورشقوا الحجارة على شقة علق فيها علم الفخار. هذه الاعتداءات، التي أصبحت عادة في الأسبوعين الأخيرين، تجري إلى جانب تكاثر شعارات “كهانا حي” في شوارع تل أبيب، ورفع أعلام “كاخ” في مظاهرات مؤيدي الانقلاب. دم معارضي الانقلاب بات سائباً، والشرطة لا تبذل جهداً خاصاً لمنع الأذى. ثمة حقيقة تدل على أن أياً من الوزراء في الحكومة لم يشجب العنف، وهذا دليل على إباحة دم معارضي الانقلاب.

ثمة العنوان على الحائط هذه المرة، بما في ذلك الشبكات الاجتماعية. الخميس الماضي، قبل مظاهرة مؤيدي الانقلاب في المتحف، نشرت دعوات للمس بالصحافيين واليساريين في المظاهرة في تل أبيب. “علينا السير نحو رجال الإعلام لنحطم وجوههم. ننزل رؤوسهم، نحطم عظامهم. يجب أن نحرق كل شيء هناك؛ نضرب إذا كانت حاجة؟ لا شيء بلا عنف. لا أحد يروق لنا، انتهت القصة”. كاتب هذه الأقوال وإن كان اعتقل وحقق معه، لكن نشطاء اليمين حاصروا في تلك المظاهرة الصحافيين الذين اضطروا للنجاة من المكان بمرافقة حراسة وشرطة. في الأسبوع قبل ذلك أيضاً انتشرت في الشبكات الاجتماعية دعوات مشابهة، لكن الشرطة لم تمنع الاعتداءات. متظاهرون كثيرون شهدوا على أنهم فروا من متظاهري اليمين.

الاعتداءات التي جرت السبت كانت شاذة، ومن تم الاعتداء عليهم مارة طريق ينتظرون الباص وأناس في بيوتهم. من توثيق حصلت عليه “هآرتس” بدا نحو 20 ناشطاً يمينياً، معظمهم ملثمون، يقفون تحت نافذة الشقة ويحاولون نزع علم المثليين. وحين لم يتمكنوا من ذلك، رشقوا الحجارة. “هذا حدث مخيف، ولا أريد أن أفكر ما كان سيحصل لو دخل أحد ما إلى بيتي، فيما أنتظر 25 دقيقة للشرطة. أن أشعر أني لست آمناً في بيتي، هذا أمر هاذٍ”، هكذا قال أحد الشركاء في الشقة.

رغم رفع ثلاث لوائح اتهام ضد سائقين رشقوا المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع، فشلت شرطة إسرائيل في الدفاع عن المحتجين من العصابات المنظمة، وواصل وزراء الحكومة تطوير كذبة التماثل في عنف الطرفين. دافع وزير الأمني القومي، إيتمار بن غفير، عن شرف العائلة حين أشار في مقابلة معه إلى وجود أناس قيميين في “لا فاميليا”. “كفوا عن التشهير بكل العالم”، أعلن.

إن صمت الخراف من وزراء الحكومة معيب، لكنه متوقع. نأمل في أن تعالج الشرطة نشطاء اليمين العنيفين بيد من حديد، قبل فوات الأوان.

 

أسرة التحرير

هآرتس 4/4/2023



مقالات أخرى للكاتب

  • هل تؤتي ثقافة المافيا التي اتبعتها إدارة ترامب ثمارها في الشرق الأوسط؟
  • إسرائيل بـ"عرباتها" تخفق في تحقيق أهداف الحرب: غزة.. إلى متى؟
  • باحثاً عن مخرج.. هل تنكسر عصي نتنياهو في دواليب ترامب وخطته؟








  • شخصية العام

    كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي