نتنياهو أمام الحسم المصيري.. الائتلاف أم واشنطن؟
2023-03-23
كتابات عبرية
كتابات عبرية

حانت لحظة الحقيقة؛ القفازات نزعت، وإدارة بايدن تتقدم بسرعة إلى مواجهة جبهوية مع إسرائيل ربما تعيد العلاقات في نفق الزمن إلى فترات مفعمة بالتوتر مثل “إعادة التقويم” في أواخر 1974 وحتى صيف 1975، ومثل أزمة البناء في “رمات شلومو” التي أثقلت على زيارة نائب الرئيس بايدن إلى البلاد في آذار 2010.

بينما كانت هذه الأزمات الحادة تتركز في مسألة محددة ما، ولم تنزلق إلى كل أبعاد الحلف الأمريكي – الإسرائيلي، لكن الحديث هذه المرة يدور عن جملة كاملة من الأطر موضع الخلاف التي طافت دفعة واحدة إلى السطح، وتضع علامة استفهام على الصلة القيمية بين الحليفين، بل وعلى مدى أهمية إسرائيل كذخر استراتيجي مركزي للولايات المتحدة في الساحة الشرق أوسطية.

بشكل محدد، فإن خطورة التصريحات الشاذة لمسؤولين كبار في الإدارة – سواء على إلغاء قانون فك الارتباط (الذي يتعارض ظاهراً مع الموافقة الإسرائيلية في قمة شرخ الشيخ الأخيرة على تجميد أذون بناء جديدة في المستوطنات على مدى أربعة أشهر) أم تصريحات وزير المالية بتسلئيل سموتريتش حول أحداث حوارة وعدم إمكانية دولة فلسطينية، وبالطبع عن الإصلاح الواسع في جهاز القضاء، ستشمل أيضاً الجانب السياسي والعلاقات العادية أيضاً.

لذا، فإنها تنطوي على تهديد مباشر وفوري على الشراكة طويلة السنين بين واشنطن والقدس، كما أنها تقلل الاحتمال في عودة إدارة بايدن إلى المنطقة كوسيط بين إسرائيل والسعودية، واستعداها لإثابة الرياض ودعمها بتوريد السلاح المتطور كحافز لانضمامها الكامل والعلني لاتفاقات إبراهيم. وإذا لم يكن هذا بكافٍ، فقد جاء مشروع قانون التبشير الذي رفعته كتلة “يهدوت هتوراة” (ورئيس الوزراء تحفظ عليها حالياً)، وبموجبه كل تشجيع على التحول الديني يشكل مخالفة جنائية – فزادت النقمة أكثر فأكثر.

اعتبارات داخلية أم ترميم العلاقات

 في الوقت الذي يعارض فيه الجمهور الليبرالي (بما في ذلك الطائفة الإصلاحية والمحافظة بين يهود الولايات المتحدة) الإصلاح القضائي الذي يعرض أساسات الديمقراطية والبنية التحتية للتحالف للخطر، فإن الدفع قدماً بقانون التبشير ربما يخرب على مرسى دعم الطائفة الإفنجيلية وجماهير الحزب الجمهوري الواسعة في إسرائيل. هذه الجماهير منحت الدولة شبكة أمان صلبة في السنوات الأخيرة فضلاً عن مستويات أخرى في المجتمع الأمريكي ربما تخرج ضد هذه المبادرة الجديدة.

في ضوء هذا كله يقف رئيس الوزراء نتنياهو أمام لحظة حسم مصيرية: هل يواصل منح أولوية للاعتبارات الداخلية وللتطلع إلى الحفاظ على الائتلاف القائم بكل ثمن على هدف ترميم العلاقات مع الولايات المتحدة، أم ينفذ انعطافة ويولي الأهمية للبعد السياسي الذي تكمن العلاقات مع واشنطن في صلبه، في ظل الاستعداد لدفع الثمن السياسي اللازم لذلك؟ الحسم في يديه.

 

 أبراهام بن تسفي

 إسرائيل اليوم 23/3/2023



مقالات أخرى للكاتب

  • هل كان "منع الفيتو الأمريكي" متفقاً عليه مع تل أبيب؟  
  • الأمن الإسرائيلي متوجساً من "لاهاي": ما مصير علاقاتنا مع الولايات المتحدة؟  
  • “الجزيرة” تنشر “فيلم رعب”.. والمتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: كانوا في ساحة شهدت قتالاً من قبل!





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي