جيمى كارتر
2023-03-19
عبد المنعم سعيد
عبد المنعم سعيد

بغض النظر عن وجهة نظر الأمريكيين فإن هناك رئيسين للولايات المتحدة شعر المصريون تجاههما بمودة خاصة: الرئيس إيزنهاور لموقفه الشريف من العدوان الثلاثى على مصر؛ والرئيس جيمى كارتر الذى كان صديقا للرئيس أنور السادات، ونجح كلاهما فى تحقيق السلام بين مصر وإسرائيل والذى بمقتضاه تم الجلاء عن الأراضى المصرية المحتلة. كان مدهشا بعد ذلك أن الرئيس كارتر لم يحصل على جائزة نوبل بسبب السلام فى الشرق الأوسط، إنما حصل عليها فيما بعد بسبب جهود جمعيته الأهلية فى المجال الديمقراطي. حاليا فإن كارتر الذى بلغ ٩٨ عاما اتخذ قرارا وهو التوقف عن تلقى العلاج الخاص بمرض السرطان وفوض الرئيس بايدن بتأبينه بعد الوفاة لكى يفرغ ما بقى من طاقته فى التواد مع عائلته وأحفاده الكثر. لم يكن السرطان جديدا على الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة الأمريكية فقد جاء إليه من قبل ونجح نوع من العلاج التجريبى فى إيقاف المرض، ولكنه عاد مرة أخرى كما هى عادة المرض الخبيث.

قبل الوصول إلى البيت الأبيض لم يكن معروفا الكثير عن الرئيس كارتر، وكانت الفكاهة خلال حملته الانتخابية هى «جيمى من؟» للدلالة على الرجل الذى لا يعرفه أحد. كان فوزه فى عام ١٩٧٦ مفاجئا على الرئيس فورد لأنه من ناحية مثل وجها جديدا بعد مأساة حرب فيتنام وفضيحة ووترجيت، وكلتاهما أطاح بثلاثة رؤساء: جونسون ونيكسون وفورد؛ لكى يحل محلهم شخصية جديدة رفعت شعارات حقوق الإنسان، وضرورة عودة الولايات المتحدة إلى أخلاقياتها الأولي. الرجل فى النهاية لم يكن محظوظا فقد انفجر الشرق الأوسط بعد الثورة الإيرانية التى اختطفت أعضاء السفارة الأمريكية فى طهران؛ ورغم المفاوضات فإن الإيرانيين صمموا على عدم إطلاق سراح الرهائن إلا بعد أن تولى دونالد ريجان الرئاسة الأمريكية. كان المزاج الأمريكى قد تغير عابرا لما مضى فى عقد السبعينيات ومستعدا لعقد آخر تنجح فيه واشنطن فى إنهاء الحرب الباردة.

*هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن موقع الأمة برس-الأهرام-



مقالات أخرى للكاتب

  • عودة أمريكا؟!
  • النكبة …!
  • فلسطين والتسوية السلمية؟





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي