قبل انتحاره السياسي.. هل يستطيع منصور عباس جر الوقت لاستجداء إنجاز ما؟
2022-06-08
كتابات عبرية
كتابات عبرية

ثمة من يعرّف ما حصل في الكنيست بـ “مفترق طرق”، وأنه المقدمة للمستقبل. فإذا لم تحل الحكومة قريبا، لن يبقى الائتلاف كما كان. الخطوة التي قادها منصور عباس (انضمام حزب عربي للحكومة لأول مرة في التاريخ الإسرائيلي) تثبت بأنه حتى لو كانت لازمة وضرورية، فإنها جاءت في وقت غير صحيح وفي تشكيلة سياسية إشكالية.

المجتمع اليهودي كأغلبية والمجتمع العربي كأقلية، ناضجان للتعاون كمعارضة، وغير ناضجين لذلك في الائتلاف.

بعد سنة من انشقاق “القائمة المشتركة” و”الموحدة” التي خطت على علمها “طريقاً جديداً” في السياسة العربية داخل إسرائيل، ثبت بأن طريق “الموحدة” فشل، جراء انعدام الفهم أو قبول أعضائها إزاء الائتلاف. مقابلهم، يمكن للقائمة المشتركة أن تسجل لنفسها إنجازاً كبيراً إذا ما ساهمت في إسقاط الحكومة. ولكن إذا ما عاد الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو إلى الحكم مع بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير كوزيرين كبيرين، فسوف تدفع ثمناً باهظاً.

مع تجربة فاشلة لانضمام “الموحدة” إلى الائتلاف، ومحاولة غير ناجحة للبقاء في المعارضة، ربما يفقد الجمهور العربي الثقة بتمثيله في الكنيست وقد يهبط معدل التصويت إلى نسبة أدنى.

هل يقف عباس في نهاية طريقه السياسي؟

صوت النائب مازن غنايم ضد الائتلاف، وأسقط قانوناً تصدّره الشريك الكبير، الوزير جدعون ساعر. الأمر يمثل عدة نقاط، الأولى والمهمة، خيبة الأمل الكبرى من الائتلاف. الثانية، فتح حملة منافسة على رئاسة بلدية سخنين، وهذه تمثل روح الأمور والأحداث لدى “الموحدة”، إذ كلما مر الوقت يقف كبار مسؤوليها ضد الخطوة التي قادها عباس. كان الأمر سيسمى تمرداً ضد الزعيم، لكن الأمور في الحركة الإسلامية تجري بشكل مختلف، ومن الواضح بأن عباس سينهي طريقه البرلماني، بل وربما طريقه الجماهيري.

أعرب غنايم نفسه على مسمع من مقربيه بأنه لا يريد البقاء في الكنيست، لكنه لا يصمد أمام ضغوط عباس، الذي لا يأبى انسحابه في هذه المرحلة؛ لأن المرشح التالي سيعارض عباس وخطواته في الائتلاف على رؤوس الأشهاد.

والآن، حين يقف الائتلاف على أرجل دجاجة، سيحاول عباس جر الوقت كي يبقى في الائتلاف على أمل أن تصل الأموال التي وعد بها في الاتفاق الائتلافي إلى أهدافها. وإضافة إلى ذلك، سيأتي اليوم الذي يدخل فيه الوزير يئير لبيد إلى مكتب رئيس الوزراء، وستبدو الأمور من ناحية عباس مختلفة قليلاً، سواء من ناحية المعاملة الشخصية التي يتلقاها في ديوان رئيس الوزراء أم من ناحية إنجازاته.

في كل حال، إذا ما نجا الائتلاف بفضل العرب – “الموحدة”، وإذا ما سقط بسبب “العمل” و“المشتركة”، فستكون الآثار شديدة على الجمهور العربي في إسرائيل. وهي نتائج نراها اليوم في التحريض وفي تشهيرات المعسكرَين اللذين يدخلان في مشادات ليل نهار.

 

بقلم: جلال البنا

إسرائيل اليوم 8/6/2022



مقالات أخرى للكاتب

  • هل سيكون حزيران المقبل شهر استقالات قادة الأجهزة الأمنية؟  
  • هكذا نقل نتنياهو اليهود من "الوصايا العشر" إلى ضربات قصمت ظهر الدولة   
  • هل حققت إسرائيل هدفها بضربها راداراً للدفاع الجوي في أصفهان؟  





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي