صنعاء .. نكهة خاصة !!
2021-05-01
  د. عبد الوهاب الروحاني
د. عبد الوهاب الروحاني

صنعاء .. مدينة الجمال والسلام  ، عاصمة التاريخ والبهاء .. لها نكهة خاصة وطقس فريد .. ظلالها هادئ ونسيمها عليل ينساب من بين النهدين وثنايا سفوح الجبال والتلال المحيطة.

 صنعاء مختلفة تماما ولا تشبه الا نفسها ، لها صدر رحب وطباع هادئ .. لرمضان فيها شكل ولون آخر .. له جاذبية وابهار البيت الصنعاني ، أجمل وازهى بيوت الدنيا..

نمط الحياة في صنعاء ،  لطافة وظرافة اهلها ، لذة وتنوع أكلاتها .. ثم  بيوت الآجور المطرزة  بنقوش وزخارف  المشربيات الخشبية والاحزمة الجصية .. حيث الفن الاصيل وانعكاسات اللون التي ترسم بخيوط اشعة الشمس المتساقطة من القمريات اجمل لوحات موازاييك التراث الصنعاني.

حارات وحكايات:

تتجلى صنعاء في رمضان بصور ومشاهد مبهرة ، يختلط فيها المادي بالروحي .. فتتناعم ايقاعات الحركة تبعا لمزاج الصوم وذوق المكان ، حيث اصوات المآذن تتداخل مع  صخب الاسواق وتمازج اللهجات والألوان  بحيوية وعبق وروح صنعاء.

بيوت قديمة جديدة تستدعي التاريخ في صنعاء وتحدثك عن المفتون ، والقزالي ، والخراز ،  والميدان ، والفليحي ، والسايلة،   والطواشي، والطبري والحرقان، وبستان السلطان ..حارات تروي اجمل القصص وتسرد احلى الحكايات ، .

في صنعاء لا يكتمل رمضان الا بثلاث، التجوال في المدينة القديمة ، وحلويات ومقاهي صنعاء ، ثم مغالاة التجار وجور وظلم الجبايات ..

تسوق وخفة:

التجوال في حارات واسواق المدينة القديمة طقس رمضاني يمارسه الصائمون .. التبضع في سوق الملح ، والوقوف أمام نوادر من مشغولات "المُخلَص" وفصوص العقيق اليماني ، ونظرة خاطفة على حركة وخفة الدلالين في سوق "الجنابي" ، ثم المرور بسوق "الحب" والسلام على الطيبين في دكاكين البهارات والعطارين..

روحانية نهار رمضان تكتمل بصلاة العصر في البكيرية أو الجامع الكبير ، وزيارة المقشامة (الحديقة الخلفية للمسجد والبيت الصنعاني) والتزود بالقشمي (الفجل) ، ثم التجوال في ميدان اللقية وشراء "شفت الكدم" من بهو قصر (غمدان) ، أعجوبة التاريخ  الذي تحول إلى سجن "القلعة" وقصر "السلاح" بعد ان غادره سيف بن ذي يزن .

 جيوب ممزقة:

"شعوبيا" وقطايف ورواني الشعباني، وحلويات العدني ، ثم تذوق "الشاهي المفور" في قهوة العم علي بباب السبح ، و "الملبن" العدني في قهوة العم سعيد الأكثر اقبالا ورشاقة في صنعاء القديمة زمن الابتدائية ، وقهوة  مدهش التي عرفتها وتعودت على ارتيادها  منذ ثانونية عبدالناصر ..

كلها طقوس رمضانية يمارسها الغني والفقير كل بحسب جيبه ، اما جيب الاخير  فقد اثقلت عليه مغالاة التجار ومزقته الجبايات .

فرمضان عند الفسدة من التجار مناسبة لرفع اسعار السلع وخلس جلود البسطاء من المستهلكين .. كما هو عندهم مناسبة لتقديم الهدايا (الرشاوى) للفسدة "الفقراء" من المسؤولين .. الذين هم الاخرون يمارسون الجبايات الظالمة في رمضان بمسميات ما انزل الله بها من سلطان..

ولا تسألني يا صاحبي من هؤلاء ؟!.. فانت تعرفهم جيدا .. ولا تسألني كيف يجرأون على فعل ذلك في رمضان وهم "مسلمون" ؟! ولا ماذا يفعلون مع الفقراء والمحتاجين (الحقيقين) ..؟! لأني ببساطة لا أعرف اكثر مما تعرف..!!

  • سياسي وكاتب يمني

 



مقالات أخرى للكاتب

  • الوحدة.. إعادة الكرامة!
  • سبتمبر.. الذي يتجدد!
  • ابحثوا عن السلام في بطون الجياع!!





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي