هل نحن أمام نصر تحوز عليه السعودية ؟ وماهي خيارات التحول الى فرص سلام حقيقي؟
2019-12-12
محمد اللوزي
محمد اللوزي

تكتفي السعودية بالحصار البري والبحري والجوي ولاتريد اكثر من هذا يحقق لها اغراضها في اليمن شرعية عميلة وجنوب محتل وشمال محاصر وتوقف للقصف الجوي بالصواريخ والطائرات المسيرة. هي إذا كسبت المعادلة وحققت ماكانت تسعى إليه بدواعي المباحثات اللامنتهية عن السلام وتصريحات مسئولين سعوديين عن فرص تحقيق سلام مزعوم أو وهمي.
ويبقى كل ذلك مجرد كسب وقت المتضرر فيه هو الوطن و المواطنون في المحافظات الشمالية فلامرتبات ولا مطار او منافذ برية أو بحرية مفتوحة ولا فرص سلام حقيقي تلوح في الافق. وفي هذه الحالة فإن الرابح في تهدئة كهذه هو الطرف المعادي السعودية التي تسعى لإبقاء الأمر كماهو اليوم.
نحن مع خيار السلام ونتمناه وطالما هتفنا به ودعينا إليه ولكن سلام غير منتقص وليس للمراوغة وترحيل الصراع فيما الحصار يخلق المزيد من المعاناة والقهر. ويجعل المحافظات الشمالية معزولة عن الحياة علاوة على مايمثل هذا الحصار وحالة اللاحرب واللاسلم من انتهاك للسيادة الوطنية وتحكم أرعن في قوت الملايين.
السعودية ودول العدوان هنا هي الرابح الأكبر ولا تبحث عن اكثر من هذا هدؤ يؤمن لها جبهتها الداخلية من أي قصف جوي أما بالنسبة للحرب البرية فمن يخوض غمارها يمنيون مع وضد السعودية ولا تلقي بالا لسقوط ضحيا من هنا او هناك وحتى من جنودها. وإذا لابد من العمل على قلب معادلة كهذه وتغييرها الى واقع افضل وخيار سلام حقيقي بعيدا عن المناورات من خلال مباحثات سلام قدتطول الى ماشاء الله حسب رغبة الجانب المعادي الذي يستهدف الوطن بأسره محاصرا مستلبا في قراره السيادي وفي قلب المعاناة. وماذا تعني الهزيمة إذا إن لم تكن هكذا؟
الأولى في هذه الحال هو الدفع بعملية السلام عبر قوة الفعل كخيار استراتيجي وحاسم لامناص منه أو سنبقى على هذا الصفيح السخن من الحصار والتجويع والأوبئة وما يخطر على بال من يحصي المآسي عددا. نريد سلاما لاتهدئة وتخديرا لشعب باسره لجعله عاجزا عن الفعل المقاوم وسلبه القدرة على التمكين في العمق السعودي.
نحن لانؤيد الحرب مطلقا ونرفضها وفي المقدمة منها حرب الاقتصاد والحصار واغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية. وحين ئذ مالذي يجعلنا نصمت امام تداعيات مريرة بفعل تهدئة وصلت اليها السعودية باستغلال سخيف لدعوة صنعاء الى السلام لتحدث تحولا في هذه الدعوة ونقلها الى تهدئة تأمن السعودية من خلالها على عمقها في الداخل من أنه لن يتعرض لقصف يؤثر في ذات النظام وله تداعياته التي لاتقوى عليها قوى التحالف.
المطلوب في هذه الحالة الرؤية الى الواقع وتغييره بأدوات الفعل بأحداث خلخلة واسعة في هذه التهدئة المضرة بالشمال اولا وبالو طن ثانياوالتي تمكن دول التحالف من حيازة النصر بهدؤ.، ولاضير من مناوشات على الحدود فهي لاتمثل خطرا كماهوحال الصواريخ البالستية والطيران المسير. السلم خيار حقيقي وهو خيار الشجعان ولكن ليس على طريقة السعودية الوصول الى الهدف في تدمير اليمن بأقل الخسائر عليها.
نحن بهذا نقع في خطاء استراتيجي مالم نجد تحولا يجبر الطرف المعادي على الانصياع بلامخاتلة للسلام العادل اللامنتقص والشامل.

 

كاتب وأديب يمني *
المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة عن رأي موقع الأمة برس الاخباري



مقالات أخرى للكاتب

  • حين يتلاشى الرمز وتنهار قلاع المحدود باللامحدود في سلطة التكنولوجيا





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي