رواد في الصحافة!
2021-02-23
  د. عبد الوهاب الروحاني
د. عبد الوهاب الروحاني

بمغالبة لنظام التشطير في 76 تأسست أول نقابة للصحفيين في صنعاء كفرع لنقابة يمنية موحدة.. كان روادها أبطالاً من الوزن الثقيل جداً جدا.

تأسست النقابة حينما كان الأستاذ أحمد دهمش (رحمه الله) هو الوزير، وهو روح الكلمة ومحور الفة الصحفيين ووحدتهم.. وحينما كانت الوحدة هي شعار الطهارة والانتماء.

تعزز جهد التأسيس بتنسيق زملاء المهنة.. رواد الحرف والقلم، محمد الزرقة (مدرسة النقد والرأي في الصحافة اليمنية)، وحسين جبارة (رجل الصحافة والتعاون والنقابة)، والوجهان النقابيان البشوشان، عزوة الموظف ومنعة المهنة، يحيى الشوكاني (الوكالة) ، ومحمد المجاهد (الجمهورية) .

ثم شريكا النضال والموقف الشجاع الأستاذ الصيقل، صاحب (السلام) وصاحبه محمد الشرعبي.. وصوت العمال، صاحب (الأمل) الاستاذ سعيد الجناحي، ذاكرة الحركة الوطنية ومدون نشاطها.

كوكبة من المهنيين أبلوا بصورة مذهلة في العمل النقابي (الإعلامي)، قدموا مبادرات لإحياء وحماية المهنة والدفاع عنها.. علي العمراني، أحمد العنابي، ياسين المسعودي، أحمد الديلمي، راجح الجبوبي، أحمد محيى الدين، والزميل الرائع، صديقي المتألق صاحب القلم الرشيق والسرد النثري الساحر محمد اللوزي، أحد ابرز اقلام "الميثاق"، وأخرون كُثر لا يمكن نسيانهم كل قدم بجهده ومن موقعه ما يستطيع.

داؤنا الأبدي

يحيى الشوكاني، إعلامي وإداري من الدرجة الأولى، متواضع وذو خلق رفيع.. تميز بقدرات عالية في التعامل مع زملاء المهنة، (رئيس وكالة سبأ للأنباء)، شغل أمين عام النقابة في انتخابات 1988م، التي كان من نصيبي في هيئتها الإدارية مهمة (المسؤول الثقافي).

سألت نفسي ما الذي يمكن أن أعمله كمسؤول ثقافي بين صحفيين تتنازع الكثير منهم انتماءات وتوجهات مختلفة ومتناقضة إذا ما استثنيا النخبة الأوعى؟

تبادرت للذهن مشكلتنا الازلية.. داؤنا الأبدي وغصتنا المزمنة.. أحد أبرز أسباب تخلفنا في كل شيء.. في السياسة والاقتصاد، في إدارة الحياة العامة والخاصة.

 ذلك كان المبتدأ والخبر في نهضة  الشعوب أو انحسارها.. التعليم، المشكلة (الجامعة) التي برزت فكرة الترتيب لإقامة ندوة حول (التعليم.. الواقع والطموح) أو كهذا كانت!

عرضت الفكرة على الأستاذ الشوكاني، فراقت له كثيراً، ولكنه تساءل وبابتسامته العريضة تعلو وجهه "وين المعلمين يا عبد الوهاب.. أليسوا معنيين بأمر التعليم أكثر من الصحفيين؟!

قلت: معك الحق؛ لكن التعليم هو مهمة المستنيرين، والمبادر هو الأولى والأجدر.

وبادرنا بجهد ذاتي، وبدون تمويل، ولا اذن أو تصريح مسبق، وببساطة وجدنا أننا لم نكن بحاجة أكثر من وضع ورقة وقلم أمام كل مشارك، ثم (أعلام) ونحن نمسك بزمامه.

أقمنا الندوة.. وكانت الوكالة والشوكاني مصدر الخبر، وأنا توليت تسجيل فعالياتها اولاً بأول في (الثورة)، حيث تفاعل الأساتذة محمد الزبيدي، وأحمد الأكوع.. وعبد الله الحرازي (شفاه الله) في التلفزيون.. والزملاء محمد شرغة، وشرف الويسي في الإذاعة.

كان المشاركون من مختلف الأطياف والتخصصات.. وكان الصوت المعارض يحيى مصلح، والتربوي القدير محمد الشهاري، والمناضل الكبير محمد علي الأكوع، ومندوب بلادنا في الإيسيكو أحمد محمد هاشم ، وكبير المحامين عبد الفتاح البصير، وجاري وصديقي عبد الوهاب المؤيد رحم الله من غادرنا منهم.

كانت فكرة مدهشة، ومبادرة لم تضل طريقها.. بل أوصلت الرسالة، وأسهمت بصورة لافتة في الضغط على وجعنا الذي كان ولا يزال هو  أحد أبرز عثرات الوطن وكوارثة!

 



مقالات أخرى للكاتب

  • الوحدة.. إعادة الكرامة!
  • سبتمبر.. الذي يتجدد!
  • ابحثوا عن السلام في بطون الجياع!!





  • كاريكاتير

    إستطلاعات الرأي