سرّ الشمس

2021-03-27

حسين مقبل*

 

أخرجتني مني

 

من ظلماتي المتداخلة،

 

من عُنقي..

 

حين كنتُ مخنوقاً بي.

 

أخرجتِني

 

من خاصرتي

 

بعد أن كُنتُ مغمداً بي.

 

أخرجتني

 

من صنبور تجمدي،

 

من زنازنِ بؤسي الثقيل،

 

من لُب فاكهة الصمت،

 

من شَمعةِ الحُزن كفتيلٍ سجين

 

أطلقتِ سراحي..

 

لهذا

 

اهتديتُ سَبيلكِ

 

وروحي اهتدت لصراط القصيدة

 

تَلملمَ شملي بصوتي.

 

بكِ حلَّقَ ظلي الخفيف بعيدا،

 

وتزاحم حشد الهوى في ضلوعي،

 

والأغنيات

 

إناثٌ في صيفِ أعمارهنَّ

 

يملأن كل الحقول.

 

أخيراً

 

كتبتُ القصيدة

 

من أبجدياتك

 

معزوفة تشبه الحب

 

تُشَكلني بمقاساتٍ على حجم عِشقك.

 

أخيراً

 

قطعتُ المسافات إلى الأبدية

 

بدربٍ غذّتهُ خطواتكِ

 

حيث يمكن للطريق أن تبروزَ آثار قدميكِ.

 

أخيرا

 

أدركت أن للسماء لوناً ثابتا

 

«عينيكِ»..

 

التعاقب الزمني منتظماً

 

نبضكِ،

 

سر مغادرة الشمس كل مساء

 

لتفسح للمساءات مكاناً لك،

 

وهذه السماء المخضبة بالنجوم

 

لم تكن تشكيلتها الضوئية هذه

 

لولاك.

 

ها أنا أنظر لكل شيء أصادفهُ

 

ويصادفني

 

لأراكِ..

 

أحدق فيكِ لأرى كل شيء،

 

فحيث كنتُ

 

ثمة وجهكِ...

 

لا أتضجر من ماضيَّ

 

لقد نسيتهُ تماماً

 

كما ينسى الرمل الماء،

 

نسيتهُ كعناءٍ

 

كما تنسى البحار الأصداف المقذوفة

 

النائمة على وسائده.

 

لا أتضجر منه

 

صدقيني

 

إني محزون عليه...

 

أوااه..

 

ذهبَ ولم يحظ برؤيتكِ

 

يا لسوء طالعه..

 

  • شاعر يمني

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي