روح التمرد في رواية «كُتُب جاكوب»

2021-03-22

أولغا توكارتشوك

مهاب نصر

«كُتُب جاكوب»، العمل الروائي الأبرز للروائية البولندية أولغا توكارتشوك الحاصلة على «نوبل» للآداب، من المقرر أن ينشر أخيراً في طبعة إنكليزية في نوفمبر المقبل.

 كانت لجنة «نوبل» قد وصفت أعمال المؤلفة بأنها «خيال سردي يمثل بشغف موسوعي عبور الحدود كشكل من أشكال الحياة». استغرقت الترجمة، بحسب «الغارديان»، سبع سنوات كاملة، كما ذكرت أن الرواية كانت سبباً في تلقي توكارتشوك تهديدات بالقتل في موطنها بولندا. 

تحكي رواية «كُتُب جاكوب»، التي تصل إلى أكثر من 1100 صفحة، قصة جاكوب فرانك، الزعيم الديني البولندي اليهودي المثير للجدل والصوفي الذي أسس طائفة الفرنجة في القرن الثامن عشر.

 في الكفاح من أجل حقوق وتحرر يهود أوروبا الشرقية، شجع فرانك أتباعه على تجاوز الحدود. تم اضطهاد الفرانكيين في المجتمع اليهودي بسبب معتقداتهم.

 بعد ذلك، قاد فرانك أتباعه لتعميدهم من قبل الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. لكن بسبب مواصلة عمله كقائد لهم، سجنته الكنيسة بتهمة الهرطقة لأكثر من عقد. 

قال ناشر توكارتشوك الإنكليزي، فيتزكارالدو إيديشنز، إن الكتاب يروي قصة فرانك «من خلال عيون مؤيديه وأولئك الذين يسبونه»، و«يرسم صورة معقدة لرجل مثير للانقسام ولكنه كاريزمي قضى حياته في القتال ضد القمع».

نُشرت الرواية في بولندا في عام 2014، وحصلت توكارتشوك على جائزة بولندية أدبية مرموقة في عام 2015، وأصبحت من أكثر الكتب مبيعاً، ولكن بعد أن أغضبت الوطنيين اليمينيين بقولها إن بولندا ارتكبت «أعمالاً مروعة» من الاستعمار في بعض الأحيان في تاريخها. تعرضت توكارتشوك لسوء المعاملة بل وحتى التهديدات بالقتل، حيث قام ناشرها بتعيين حراس شخصيين لحمايتها لبعض الوقت. من جهتها، قالت توكارتشوك «كنت ساذجة جداً. اعتقدت أننا سنكون قادرين على مناقشة المناطق المظلمة في تاريخنا».

وعن نشر الكتاب في طبعته الإنكليزية قالت «سعيدة للغاية أخيراً بعد العديد من المغامرات وسنوات من الترقب»، معتبرة أن النشر باللغة الإنكليزية يشبه إطلاق الكتاب في الفضاء الخارجي «وبمجرد حدوث ذلك، يصبح العمل متاحاً في كل مكان وعملياً لأي شخص». «آمل أن تصبح قصتي المحلية والواقعية التي تدور أحداثها في القرن الثامن عشر قصة عالمية عن عبور الحدود وروح التمرد التي تشتعل دائمًا داخل البشرية».

أما مترجمة الكتاب جينيفر كروفت فقالت عنه «اعتبره الكثيرون من أعظم أعمال أولغا، وأنا أشاطرهم هذا الرأي». وتابعت «كانت أولغا محددة للغاية بشأن الجوانب الحسية للعالم التي تصورها، وكالعادة، كانت حريصة على تضمين تفاصيل الطعام والملابس والعناصر اليومية الأخرى التي تجعل العالم عالماً (....) لقد أحببت التعرف على هذه الأشياء لأنني تعرفت على العشرات من الشخصيات المهمة في الرواية التي وجدت قصصها مؤثرة للغاية ومنيرة».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي