الشبح

2021-03-17

نبيل منصر*

دَعِ الشَّجرة خَلفَك تُزهِر وترمي

أوراقها الصفراء على المَمشى.

إذا كُنتَ شَبَحاً،

دَع النَّبْع

دَعْ حُفرةَ المَيِّت

دَعِ الشارِع المُزدَحِم باللَّيل

دَع طاولَة المَلاكَيْن

دعْ عَربة الحُوذي،

دَعْ نُدَفَ الثلج فوقَ ظهر الحصان

دَع تشيكوف يُحَبِّر آخر قصصه حتَّى ولو استيقظ

مُتأخِّراً كثيراً عَن عَصرنا...

دَعِ الرِّواية وقارورة السُّم

اخْفِ عَينيكَ عن المارَّة،

لا تَقْرَبْ بُستان الجارَة الأرملة

اكتُمْ أنفاسَ السَّيف

ازهَدْ في المِرآة، وفي الطيف

قِفْ بعيداً عن الحُجرَة،

وَعنْ موسيقى الحُجرة

لا تقْرَبْ خِزانة الملابِس المُقفَلة منذ أكثر مِن عام

تَعَطَّرْ فَالعِطِرُ يُرهِف المَشي

هل تَرَى المُنحدَرَ القريب؟

هل تَسْمَعُ الرِّيحَ الزاحِفَة مِن الشِّتاء القادِم؟

لا تُطأطئ الرَّأس،

لا تَجلسْ على هيأة مُفكِّر رودان

انتصِبْ، أنتَ شبح

تَعرفُ بيتَك، تعرفُ الطريق، وإذا كُنتَ قد نَسيت

فالريحُ الزاحفة فوق المياه والأشجار

تَعْرفُ العُنوان.

 

  • شاعر من المغرب






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي