وداعاً يا لقاء!

2021-03-13

خوناف أيوب:

أشدُّ الشتاء

أتركُ جسدي للريح الخائفة

تلف التلة صدرها بسحابة الصقيع

مشهد كامل من الرغبة بالانتحار

ماذا فعلتَ بأمسنا؟

تلون الغبار بالثوار

وطاف الوطن

مطعوناً في شارع الخيمة المعتم.

وداعاً يا لقاء

أرتدي ثوب قصيدتك

وأعانق ما تبقى منك

من ظلك الذي لم يخجل

حين مرّ الشرطي فشتمه

واقترب من البحيرة

كان البط يحتسي السنين

ويلغي تذكرة الحانوت الذي باع الماء،

لأعانق أخر كلمة لك

لرجلٍ لم يعرف يوماً

كيف ومتى يحبني

كمشكاة ألم

لم يبقَ شيء من كل شيء.

فابحرْ الآن..

لن تغرق

الماء لا يَغرق

في الطريق شجرة

تشرب الطحالب كل فراق وتزهرني.

ستلقاني حينها

ابتسمْ لعباءة الليل

فلا نجم سيتسلل لمسائك بعد الآن

أنامل الموج قناديل تائهة

أضاعت الجهات

وأنا سأكون الجهات الأربع في دربك

يا شمالي البارد.

عقود من الحنين مشطبة بقلم رصاص

الرصاص في وطننا وذاكرتنا

هو ذاك الذي يقتل.

هنا كل الأيام تتشابه

فمثلاً لا فرق بين السبت وتشرين

تقويم هذه المدينة لا يرتشف الفصول

نحيا وكأننا معابد

هدَمَنا الدين الجديد.

صوت قلق دائم

وصمت نغمة هاتفي المخصصة لاسمك

يختلط بصوت الثلاجة ومجفف الشعر

والزيت الذي يقلى بانتظام لا جديد.

حتى أنت هو ذاك القديم

لا تعرف أن تفتح القدوم ولو نصف مرة.

رميتُ بالكتب التي اشتريتها براتب شهر كامل

في غرفة الضيوف

وذهبت أُرتّب بكائي،

هذا البكاء الغبي

يؤلم حتى رئتي المليئة بالرمل

البارحة سألت جارنا الطبيب

عن مسكن ألم

هو أيضاً مثلي ممتلئ بالخيبات

يقول إن الدواء

هو الولادة من جديد

إنه رجل معتوه

إن ولدتُ من جديد

كيف لي أن أراك؟

لا.. لا أريد سوى أن أحبك

وكم خططتُ لأن أكرهك يوماً

مريضة بك حقاً.

 

*شاعرة سورية







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي