أمينة بوعياش: الحق في الحياة أهم الحقوق ووالدي غير حياتي

متابعات الأمة برس
2021-03-06

أمينة بوعياش امراة حقوقية بامتياز، مناضلة مغربية عملت بالإعلام والدبلوماسية، مسارها غني بالعمل الدؤوب، من آخر مهامها سفيرة المغرب في السويد، عملت مستشارة إعلامية في ديوان الوزير الراحل عبد الرحمان اليوسفي، ثم رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الانسان ونائبة رئيس الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان ومهام أخرى، وهي اليوم ترأس المجلس الوطني ل..حقوق الانسان. سيدتي نت التقتها  وكانت هذه الدردشة الحصرية.

حقوق الانسان والدبلوماسية

 *انتقالك من الدبلوماسية الى تدبير حقوق الإنسان، كيف حدث؟

بشكل سلس، لأنني حقوقية قبل ان أكون ديبلوماسية. فخلال مهمتي  الأخيرة  كسفيرة، أفادتني تجربتي في مجال حقوق الانسان بشكل كبير وأعتبر أن العمل في مجال حقوق الانسان يشكل أحد أسس الدبلوماسية، فكل المنظومة الحقوقية هي نتاج تصويت دبلوماسي يتم على أساس التفاوض المتعدد الأطراف، ويقوم الفاعلون الغير الحكوميين بمهام شبه ديبلوماسية في الترافع على المصادقة أو من عدمها.

*ما الذي تغير في أمينة الانسانة بعد مسارات متعددة في السياسة والاعلام والدبلوماسية؟

تطورت مقاربتي للتعاطي مع الأشياء، وكذلك تفكيري  في معالجة الإشكاليات، كل مسؤولية من المسؤوليات التي تحملتها كانت ولازالت فرصة لتطوير معارفي الحقوقية والإنسانية.

*كيف وازنت أمينة الأم بين العمل ومسؤولياتها الأخرى؟

 

بتنظيم مهامي، لما كان أبنائي في السنوات الأولى من عمرهم أو لما أصبحوا رشيدين.

*ماذا ينقص الرجال في نظرك؟ وماذا تريد المرأة؟

من الأفضل أن يوجه السؤال لهم

 تريد المرأة..حفظ كرامتها في كل الظروف. والاعتراف بإنسانيتها وبكفاءتها وقدراتها في تحمل المسؤولية والمساهمة الفعالة في التنمية المجتمعية

*كامرأة ومناضلة وقريبة من عالم حقوق الناس، ماذا عن حقوق المرأة هل لنا أن نقول ان المرأة حققت كل أمانيها؟

أبداً، إن حقوق الانسان وحقوق المرأة مسار متواصل، فبقدر ما نتطور في مسار إعمال مبادئ حقوق الانسان، بقدر ما تتوسع دائرة الحقوق، لأنها عملية تخلق من داخلها دينامكية إنسانية تصبو دائما لما هو أفضل في التمتع بحقوق الانسان.

الروابط الإنسانية تحكم المنزل والعمل

*أين تكمن قوتك انت ..في العمل أم في البيت؟

هما فضائيين مختلفين ويشتركان في البعد الإنساني بما فيها التواصل الضروري لتدبيرهما. إن العمل فضاء له قواعده وضوابطه وتقرر فيه اعتماداً على اختصاصات واضحة، أما المنزل، فهو فضاء اجتماعي يعتمد على الروابط الإنسانية، وويتم تدبيره بكثير من المرونة ومن التفهم والحب والتسامح وكثيراً من الحوار، خاصة مع الأبناء في الفترات الصعبة أو خلال الخلافات العائلية.

*هل عاملت البنت والابن بنفس المعاملة وحققت المساواة في تربيتهما؟

اعتقد انني نجحت في ذلك، فعندما نكون في البيت يتحمل كل منهما جزء من أعباء المنزل، سواء مهام داخل البيت وخارجه، ولم أصل الى هذه المساواة بينهما لو لم أكن صارمة في هذا المجال منذ صغرهما.

*من هو الرجل الذي غير حياتك ولماذا؟

والدي من منطقة الحسيمة شمال المغرب، وكان الوحيد في العائلة الذي عمل على تدريس بناته حتى المراحل الجامعية، ولم يكن بالشئ السهل في محيطه العائلي لقد، أعطانا فرصة المعرفة والتسلح بها في حياتي والمحيطين بي

*والمرأة التي لعبت دوراً هاماً في صناعة قوتك الناعمة؟

والدتي رحمها الله، كانت إنسانة طيبة جداً ومتفتحة وتفهمت مساري ودعمتني خلاله، رغم أن ذلك لم يكن سهلاً آنذاك، والمرحومة الأستاذة فاطمة المرنيسي التي ربطتني بها علاقة جيدة والتي طورت معها مفهوم المساواة والفكر الحر بالانتباه لمقاربتها السسيولوجية في معالجة الإشكاليات المجتمعية بما فيها حقوق المرأة والشباب وغيرها.

واقع الشابات العربيات

*هل ترين أن واقع الشابات العربيات عموما أفضل اليوم؟

أفضل من حيث انهن اليوم تمكن من مساحة البوح العلني عن العنف الذي يتعرضن له أو التحدث عن المآسي الشخصية التي يعيشونها والخلل القانوني الذي يكتنف حماية وضعهن، لكن لا زلت أقول إن الانتهاكات التي تتعرض لها النساء هي أكثر تفشياً.

*لو رزقت ابنتك ببنت كيف ستوصيها بالاعتناء بها؟

 سواء لابنتي أو ابني سأوصيهما بإعطائها مرجعية في حياتها تمكنها من التعبير عن أفكارها وطموحاتها بشكل لا يمس بالآخرين وأن تكون المعرفة سلاحها في الحياة.

*أي الأوقات الأقرب إلى قلبك؟

شروق وغروب الشمس

*هل يمكن للحب والتسامح أن يكونا بديلاً لإقرار الحقوق؟

لا يمكن، حتى بالقوانين والقواعد الواضحة، نعيش إشكاليات دقيقة في الواقع، ربما الحب والتسامح يساعدان في إعمال هذه القواعد والقوانين بشكل أقل عنف وشدة عند الحاجة.

*الحق الأساسي الذي تدافعين عنه؟

الحق في الحياة، الحق الأول والمطلق والذي عليه تترتب كل الحقوق الأخرى.

*حكمة تعملين بها؟

تقدر القيمة الحقيقية للإنسان بدرجة سيطرته على نفسه (ارسطو)







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي