"سريـر بنـت الملـك".. حكايـات تمنـحنا الـدفء

2021-03-06

تتحدث عن المجتمعات العربية

الشارقة - علاء الدين محمود

من خلال مجموعتها القصصية «سرير بنت الملك»، تعود الكاتبة السورية د. شهلا العُجيلي، إلى التقاليد العربية القديمة في الحكي، من خلال حكايات صغيرة جداً لا تتجاوز الواحدة منها ثلاث صفحات، ويبدأ بعضها بلازمة أو جملة قديمة كانت تستخدم في المحكيات العربية، وهي «يحكى أن»، وتضم المجموعة 23 قصة، في 69 صفحة، تتحدث عن المجتمعات العربية، وتتناول بعض الظواهر السلوكية والاجتماعية والفنية والسياسية فيه، برشاقة ولغة رفيعة، وتنطلق المؤلفة من رؤية وفلسفة محددة في كتابة القصة على طريقة الحكي القديم، فهي ترى أن من العوامل التي باعدت بين المتلقّي وقراءة القصّة هو غياب الحكاية تحت غطاء التجريب المبالغ فيه، الذي يكون أحياناً غطاء لضعف فنيّ ما، وتقول معبرة عن انحيازها لأسلوب الحكاية: «إن شعباً بلا حكايات يموت من البرد».

المجموعة القصصية، اعتمدت في بنيتها السردية على المزاوجة بين الواقعي الراهن والأسطوري القديم، من أجل الإحاطة بصورة عامة للحياة الاجتماعية في العالم العربي، ولئن مالت الكاتبة نحو الاختزال والتكثيف، إلا أنها استطاعت أن تقدم إضاءات مفسرة للواقع الاجتماعي.

«سرير بنت الملك»، حازت جائزة ملتقى القصة القصيرة في دورتها الثانية في الكويت عام 2017.

 العمل وجد صدى كبيراً لدى جمهور القراء في المواقع المتخصصة، وتبارى عدد منهم في الإشادة به وتقييمه فنياً وإبداعياً.

«احتجاج ونقد»، هكذا تحدث أحد القراء عن رسالة القصص ويقول: «على الرغم من أن الكاتبة اشتهرت كروائية، إلا أنها اتجهت نحو الكتابة القصصية لتمارس فعل النقد الاجتماعي، لأن القصّة القصيرة هي الأنجح في نقد السلوكات والعادات والتقاليد لأنها تتسم بالتكثيف، وتنهض على المفارقة»، فيما توقف آخر عند اللغة الرفيعة لدى الكاتبة، ويقول: «ببراعة شديدة وظفت المؤلفة لغة أقرب إلى الشعرية من حيث سحر المجاز والمحسنات التي جاءت لتجعل من النص القصصي قريباً في أسلوبه من الحكايات القديمة».

«حكاية واحدة»، ذلك وصف أطلقه قارئ على عوالم القصص من حيث الوحدة الموضوعية، ويقول: «على الرغم من كثرة القصص في المجموعة، إلا أنها تتناول موضوعاً واحداً بأساليب وأفكار مختلفة، وذلك يشير إلى المقدرة الفنية الكبيرة عند الكاتبة»، ويتناول آخر بعضاً من الجوانب الفنية، ويقول: «برعت الكاتبة في عملية التكثيف والاختزال من دون أن أي اختلال في ما يتعلق بالشخصيات والرؤية الفكرية، وبالتالي تفادت أكبر العيوب في القصة القصيرة جداً، وهو المتمثل في أن يأتي التكثيف على حساب الفكرة، كما أن المؤلفة وظفت الرموز والإسقاطات بمهارة وتميز».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي