مَشاهد ما قبل النوم

2021-03-01

عبد المجيد التركي

عبد المجيد التركي*

 

أغمض عينيَّ للمرة العاشرة

كأنني أقوم بتصوير لقطة في مسلسل هندي،

مَشاهد ما قبل النوم لا تروق لي الآن..

أشم رائحة كبريت تتصاعد من المخدة،

هناك من يكتب شيئاً بأعواد الثقاب على جدران الغرفة،

أسمع خشخشتها ولا أجرؤ على فتح عيني.

 

*

لم يتحدث خطيب الجمعة أبداً عن أهمية طفاية الحريق

فوسائل السلامة ليست في قواميسهم،

أفكر في شراء زي رجال الإطفاء لأنام آمناً

فأتذكر "قريسو" الذي كان يمتلك خياشيم
دون علم والده الذي كان يرضع من فوهة بركان..

لم تكن هذه الرضاعة موجودة في المسلسل

اخترعتها أنا

لأن كاتب السيناريو لم ينتبه لإضافة هذا المشهد.

 

*

سيهطل الفجر بعد قليل من صوت المؤذن..

هذا المؤذن زميلي في الابتدائية

صوته الجميل جعله نجم الإذاعة المدرسية

وجعلنا نحسده على مستقبله الفني

رغم غبائه في مادة النحو.

 

*

أعواد الثقاب تنام في علبة واحدة

لأنها تؤمن بالتعايش والقبول بالآخر،

هناك من لا يتركها تنام في تابوتها الخشبي

رغم أننا في عصر الولاعات..

 

*

سأستيقظ ظهراً

وسأجمع كل الأعواد التي تساقطت
وهي تكتب شتائم للظلام على جدران الغرفة،

وقلوبا وسهاما لم تصب أحداً..

سأحتاج إلى أنبوبة غاز

لأشرح لهذه الأعواد معنى الانفجار الكوني

الذي نتجت عنه كل هذه المجرات.

 

أنا الكائنُ المختبي بين ضمَّادتين،

أنا ظلُّ تلك الشقوق القديمةِ

صوت النوافذ حين تراقصها الريح..

يا أيها الماء:

كم عمر حزنك بين الطحالبِ

كم كنت تجري وقد أنهرتك الينابيع،

تضحك في كل منعطف

ثم تشرب صوتك كل البذور.

 

*

 

أنا الكائن الهشّ

نصفي زجاج يخاف الفراشات والضوءَ،

حين أمر على جبل تتهجى الحجارة وجهي

وتشتعل الأرض تحتي كأني بخورٌ

أنا لست شيئا

سوى شهقة في شراب السعالِ

سوى أنةٍ في مفاصل بابٍ عجوز.

 

  • شاعر وكاتب يمني






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي