قنبلة صغيرة

2021-02-20

غازي الذيبة*


سأتربص بك أيها الممكن
سأرصدك في طريقك إلى الغابة
لأتعلم منك كيف يمكنني أن أكون ممكنا
أن أمضي بدون هراوة أو مقلاع
لأتناول طعامي بهدوء ضريرٍ
يجلس مطمئنا وسط أوتوستراد العتمة
لن أتأخرعن مواعيدي كالعادة
لن أقرص أذن منبه الساعة كي يستمر في إيقاظي
لن أنظر في وجه شرطي السير
أو الدركي الواقف تحت قائظة الشمس
لالتقاط كل من يُحدقون بشمسه اللاهبة
لن ألهث وراء كرسي سيكسره الموتى
ذات ظهيرة مسلحة
لن أحلم بأيائل تركض في الغابة أو السهوب
سأقتنص فرصتي في أن أكون ممكنا
أو جرس إنذار عندما يرتفع ضغط الدم
وأبكي بوداعة من الفرح أو الحزن
أريد أن أكون عاديا.. ممكنا
مسلحا بضوء صغير
يعبر بي إلى منزل في آخر الدنيا
تُسوِّره أشجار الحور
وترقص في صباحاته فراشات ملونة
وأغاني ناعمة تقرص خد الورد
لأسرد حكايات للمجهول
حين يمر للسلام عليّ في منفى الممكن الهادئ
..
سأسرق حروبك الصغيرة لأكبِّرها
وتكون ممكنة في بلادي
سأحفر آبارا ارتوازية لسقاية الأغنام في المراعي
وحماية الرمال من الظمأ الطويل
..
سأمزقك أيها الممكن إذا بقيت غير ممكن
أنا لا أحب المماطلة
قضيت ردحا من عمري أبحث عنك
عشت في كهوف وأوكار الهذيان
تسلقت جبالا مجنونة
وسقطت أكثر من مرة عن الأمل لأقتنصك
..
لماذا تهرب مني؟
لماذا تترك أصابعي متجمدة على باب قصرك؟
فقط كل ما أريده بضع دقائق
لأسرق قلبك الضعيف
وأضع مكانه قنبلة صغيرة
لتفتك بالمستحيل.

 

* شاعر اردني







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي