هُزَّها يا أبي

2021-02-03

سليم النفار*

هُزَّها يا أبي هُزَّها
من سُباتٍ هنا في نَجيعِ الكلامْ
شجرةُ المعنى
ناعسٌ ظلُّلها
في دروبِ العماءْ
لم يُلاقِحُها لهبٌ من حنينِ البراريْ
لزندٍ يجوسُ المدى
كيْ يرى وارفَ الأحلامْ
هُزَّها يا أبيْ
من فسادِ البلاغةْ
وحرّرْ ثغورَ الغمامْ
من بروقٍ عجافْ
ليسَ ليْ نزفها في خبيصِ الدّوالْ
ليسَ ليْ غيرُ وردٍ
حرونٍ يُجافي الهباءْ
هُزَّها
حينما لا تفيضُ السّطورْ
خافتٌ جِرْسُها
في هسيسِ الفؤادْ
في حدودِ الحواريْ
وشوقِ البلادْ
هُزَّها يا أبيْ
لا تحدْ عن ضفافِ الأمانيْ
فقد لا تفيقُ النّسورْ
من جيوب الليلْ
في ارتجافِ الخواءْ
مَنْ تُرى يا أبيْ
أوهمَ الماضيْ
أنَّهُ نسلُنا
مَنْ تُرى
علَّمَ الفتيانَ في فاتحِ العمرِ
أنَّ الهوى كفرٌ
لو نما في قلوبِ العبادْ؟
هُزَّها
لا تمسّوا صهيلَ الأجاصْ
لا تهشّوا فراشَ العقولْ
كلَّما صاحَ صبحٌ بكمْ
في طريق الخلاصْ

*شاعر فلسطيني
* اللوحة المرفقة من الفن التشكيلي الفلسطيني المعاصر







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي