التهدئة الدبلوماسية التركية.. مناورة تكتيكية أم تحول استراتيجي؟

متابعات الأمة برس
2021-02-03

يحاول الرئيس التركي المقاتل بطبعه أن يجرب نهجًا أكثر تصالحية، حيث أدت التداعيات الاقتصادية لوباء "كورونا" إلى تآكل المكانة السياسية لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم.

وخلال الأشهر الأخيرة، وعد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بإصلاحات اقتصادية وقضائية في الداخل وأخرى دبلوماسية مع أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل في الخارج.

لكن هذا التحول الملحوظ في اللهجة يهدف على الأرجح إلى تعزيز ثقة المستثمرين وتجنب العقوبات لفترة تكفي لعودة الاقتصاد التركي إلى مساره، قبل أن تعود أنقرة إلى طبيعتها التصادمية السابقة على الأرجح.

تبني نهج تصالحي

مع تأثر الاقتصاد التركي من الوباء نهاية عام 2020، وفي الوقت الذي بدا فيه أن العقوبات الأمريكية على تركيا حتمية لشرائها منظومة الدفاع الروسية "S-400"، بدأ "أردوغان" يعد بأن عام 2021 سيكون "عام الإصلاح" للمساعدة في تحفيز الثقة في البلاد وجذب الاستثمار.

وفي 25 ديسمبر/كانون الأول، طرح "أردوغان" علنًا تحسين العلاقات مع إسرائيل بعد سنوات من العلاقات الباردة إثر مقتل ناشطين أتراك في غزة عام 2010 على أيدي القوات الإسرائيلية.

وفي 26 ديسمبر/كانون الأول، أعلن "أردوغان" أن بلاده ستنفذ إصلاحات قضائية واقتصادية "جذرية" للمساعدة في دفع تعافيها من "كورونا". وفي غضون ذلك، بدأ البنك المركزي التركي في رفع أسعار الفائدة بشكل مطرد لمكافحة التضخم.

كما بدأت تركيا أيضًا بالتودد إلى الغرب، وعرضت إجراء محادثات مع الإدارة الجديدة للرئيس الأمريكي "جو بايدن" حول ملف منظومة الدفاع الجوي الروسية "S-400".

وعلى صعيد أوروبا أيضًا، أعطى "أردوغان" الضوء الأخضر لمحادثات استكشافية مع اليونان في 25 يناير/كانون الثاني لتخفيف التوترات بشأن المياه المتنازع عليها في شرق البحر المتوسط.

وتشير كل هذه التحركات إلى تحول لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، الذي فضل دائمًا السيطرة السياسية الصارمة على الاقتصاد والقضاء كحصن للسلطة، وأثبت أيضًا استعداده مواجهة الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل إذا كان الأمر يتعلق بالمصلحة الوطنية، لكن من غير المعروف ما إذا كانت أنقرة ستفي بالفعل بهذه الوعود.

 مخاطر تحقيق الوعود

منذ توليه السلطة في عام 2002، تبنى حزب "العدالة والتنمية" أيديولوجية إسلامية قومية تدمج تعاليم جماعة "الإخوان المسلمين" السنية مع المثل القومية التركية.

موضوع يهمك : بن سلمان فاجأ العالم.. لماذا عاد إلى التفكير في طروحات جديدة لأرامكو؟

واعتمد حزب "العدالة والتنمية" في وقت مبكر على الركيزة الإسلامية السنية أكثر من ركيزة القومية، ولكن بعد الانفصال عن حركة "غولن" في عام 2013، بدأ الحزب في تبني سياسات وخطابات قومية أكثر صراحة.

ومكّن هذا الأساس الأيديولوجي حزب "العدالة والتنمية" من جذب السنة المحافظين، من أتراك وأكراد، مع القوميين العلمانيين اليمينيين في تحالف سياسي هائل. لذلك فإن المبالغة في الحديث الإصلاحي قد يؤدي إلى تعريض الأساس الأيديولوجي لحزب "العدالة والتنمية" للخطر، بدءًا بما يسمى "تحالف الشعب" مع "حزب الحركة القومية" التركي.

 










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي