الجهةُ التي أحلم بها

2021-01-25

 مازن أكثم سليمان*

 

هل أنا في سِيرك

لأُدارِيَ النَّمِرَ

وأُخاتِلَ الثَّعلَبَ؟

يكفي الحوارُ الخاطِفُ للعُيونِ

بينَ المُفترِسِ والفريسَةِ

كي تتهاوى قبضتي

وأفقدَ دفَّةَ القيادةِ إلى الأبَد.

… شبيهاً بالرّيحِ لا مشجبَ لي

عندما يُبدِّدُ المَجازُ أنَفَةَ الحقيقةِ

أُعلِّقُ نفْسي على غُصنِ شجرةٍ تُحتَطَبُ

مُدوَّراً كأرغفةِ خُبزٍ تُبرَّدُ على سُورِ حديقةٍ

تمرُّ طفلةٌ، وتقضمُ منّي لُقيمةً

فتمطرُ على الحيِّ

مرَّةً سنواتٍ مُبعثرةً

ومرَّةً انقطاعَ الكهرباءِ خلالَ عيدِ ميلاديْن.

لديَّ يدٌ واحدةٌ

والغرقى كثيرونَ

ماذا ينفعُ أنْ أسحَبَ البحرَ بها

وأتركَ الجميعَ في قاعِهِ الصَّحراويِّ

يتوهَّمونَ من جديدٍ..؟!

/هيَ مجرَّدُ التواءاتٍ

كألفاظٍ بلا جذورٍ

أو دلالاتٍ

لا تمنحُ لمَطالِعِ النّارِ معاييرَ

فقط؛ تنويعاتٌ على الغرابةِ والاغترابِ/

_في نهاية كُلِّ إصبَعٍ من أصابعي

آثارُ دمِ الجهةِ التي أحلمُ بها..

أينما حللتُ

أحملُ بابيْن

وكُلَّما ضاقَتْ عليَّ

أُحطِّمُ واحداً، وأخرجُ

وأُغلِقُ واحداً، وأنامُ.

 

 *شاعر وناقد سوري







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي