هكذا يعتبر صراع النفوذ في سوريا فرصة لسلطان عمان

ستاسا سالاسنين/ انسايد أرابيا
2021-01-22

 

تشير التحركات الدبلوماسية العُمانية في سوريا إلى أن السلطان الجديد "هيثم بن طارق" سيحاول اتباع نفس سياسة الحياد والوساطة التي اتبعها سلفه "قابوس بن سعيد" الذي كان أطول قادة الشرق الأوسط بقاء في منصبه.

وأثارت وفاة "قابوس" في يناير/كانون الثاني 2020 العديد من التكهنات حول ما إذا كان السلطان الجديد سيتبع خطى سلفه، حيث تُعزى الصورة البارزة للبلاد على المستوى الدولي إلى عهد "قابوس" الذي دام نصف قرن وعلاقاته الشخصية الممتازة مع القادة الإقليميين والدوليين.

وبالرغم من التزام السلطان الجديد بمواصلة سياسة الحياد الاستراتيجي للبلاد، يخشى العديد من المراقبين من أن التحديات الحالية التي تفرضها الجائحة العالمية إلى جانب انخفاض أسعار النفط، والتي تؤثر بشكل كبير على التوقعات الاقتصادية لسلطنة عمان، يمكن أن يكون لها تأثير على أنشطة سياستها الخارجية وإجبار السلطان "هيثم بن طارق" على التركيز على القضايا المحلية.

وكان الموقف المحايد تجاه النزاعات الإقليمية هو العلامة المميزة لسياسة مسقط الخارجية لمدة 50 عامًا، حيث سعى السلطان الراحل بمهارة، إلى عدم الانحياز الاستراتيجي قبل الحرب الباردة وبعدها، مما وضع البلاد في موقع وسيط محايد ومحترم بين الدول العربية وإيران والغرب.

وخلال فترة حكم"قابوس"، رسخ تصورًا عن عُمان كلاعب مستقل له علاقات قوية مع جميع القوى الإقليمية مع تجنب المنافسات بينهم في الوقت ذاته.

ونجحت عُمان، التي يتبع معظم مواطنيها المذهب الإباضي، في تجنب الوقوع في الانقسامات والخلافات بين السنة والشيعة، وبدلاً من ذلك عملت كوسيط وكعامل تصالحي في المنطقة.

دبلوماسية جريئة في سوريا

وبالرغم من التحديات المحلية العديدة، اتخذت عمان في الخريف الماضي خطوات دبلوماسية جريئة في سوريا، حيث لعبت دورًا متزايد الأهمية في الدولة التي مزقتها الحرب.

ومع أن جامعة الدول العربية علقت عضوية سوريا في عام 2011، وسحبت معظم دول الخليج سفراءها من دمشق في خضم دعمها لقوى المعارضة السورية، إلا أن عُمان رفضت الانضمام إلى الدول العربية الأخرى في استهداف "الأسد"، وأقامت علاقات دبلوماسية مع دمشق.

وفي مارس/آذار من العام الماضي، كانت عُمان أول دولة خليجية تعيد سفيرها إلى سوريا، وسبق أن أجرى وزير خارجية النظام السوري 3 زيارات إلى مسقط عام 2015 ومارس/آذار 2018 ويناير/كانون الثاني 2020 عندما قدم تعازيه في وفاة السلطان "قابوس".

موضوع يهمك : معضلة النظام الإيراني.. البقاء وسط محيط من الأعداء وقدرة متضائلة على الانتقام

ويمكن أن يعود الموقف المحايد من الصراع السوري الآن بفائدة كبيرة على مسقط، حيث قد تصبح لاعباً دبلوماسياً مهما يستعيد الجسور بين سوريا والدول العربية الأخرى.

فبعد استعادة "الأسد" السيطرة على معظم سوريا بدعم من روسيا وإيران - العدو اللدود للرياض وأبوظبي - سعت بعض الدول العربية إلى المصالحة مع دمشق، بهدف الحد من نفوذ القوى غير العربية وغيرت تدريجياً من أولوياتها ومصالحها في سوريا مع تزايد قلقها من دور تركيا وإيران المتنامي.

وأعادت الإمارات والبحرين فتح سفارتيهما في دمشق في أواخر عام 2018 فيما يعد دفعة دبلوماسية لـ"الأسد"، كما أن الإمارات لديها قائم بالأعمال هناك أيضًا.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي