ليبيا: إفراغ مركز الزنتان من المهاجرين وتحويله لقاعدة عسكرية

2021-01-19

 

"تم إفراغ مركز احتجاز المهاجرين في الزنتان، ونقل المقيمين فيه إلى مناطق حضرية محيطة"، وفقا لمفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. المركز الذي لطالما اشتهر بظروفه المعيشية السيئة، سيتحول إلى قاعدة عسكرية ليبية، في حين تم نقل المهاجرين الذين كانوا فيه إلى العاصمة طرابلس.

نشرت عدة حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي خبرا حول إخلاء المهاجرين من مركز الاحتجاز في مدينة الزنتان (جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس)، حيث مضى على وجود بعضهم هناك أكثر من ثلاث سنوات.

وفي اتصال مع مهاجر نيوز، قالت المتحدثة باسم المفوضية في ليبيا كارولين غلوك إن "عملية الإخلاء استمرت ثلاثة أيام". وأضافت "سيتم توزيعهم (المهاجرين) على عدد من المناطق السكنية، وهذه مهمة ليست بالسهلة".

ووفقا لغلوك، سيستفيد المهاجرون من "حزمة المساعدات المدنية"، التي تتضمن مبلغ 450 دينار ليبي (حوالى 84 يورو).

قاعدة عسكرية

جوليا ترانشينا، حقوقية متابعة لقضايا المهاجرين في ليبيا، قالت في تغريدة على تويتر "المهاجرون متروكون على الطريق، لا يعرفون إلى أين عليهم التوجه. هم مدمرون جسديا ونفسيا بسبب سنوات من الاحتجاز والحرمان".

موضوع يهمك : أوشن فايكنغ غادرت ميناء مرسيليا باتجاه منطقة البحث والإنقاذ في المتوسط

 وحسب ترانشينا، يبلغ عدد المهاجرين الذين تم إخلاؤهم أمس الأحد 17 كانون الثانييناير من المركز نحو 360 مهاجرا، غالبيتهم من جنسيات أفريقية.

وخلال اتصال مع الحقوقية، أكدت جوليا ترانشينا أن "مركز الزنتان لم يعد للمهاجرين منذ بداية كانون الثانييناير2021، إذ انتشر جنود ليبيون في هذا المعسكر الضخم" الواقع جنوب غرب العاصمة الليبية. وأوردت أن "الجنود بدأوا بالانتقال إلى هناك تدريجيا منذ تشرين الثانينوفمبر الماضي".

ووفقا لشهادات مهاجرين في طرابلس، عانى نظراؤهم في مركز الزنتان من ظروف معيشية مأساوية، فضلا عن الجوع والعطش والأمراض الجلدية والتنفسية كالسل... كما تم تسجيل وفاة 25 مهاجرا داخل المركز بين عامي 2017 و2018.

بيان مفوضية اللاجئين

مفوضية اللاجئين لم تعلق على وجهة استخدام المركز المستقبلية، قائلة إن المركز خال حاليا من المهاجرين، ويعود للسلطات الليبية تقرير مصيره. أما حول عدد المهاجرين الذين تم نقلهم من المركز، فقالت المفوضية على لسان طارق أغاز الناطق باسمها "إنهم 121، نقلوا جميعا إلى طرابلس حيث تلقوا الرعاية اللازمة".

وفي بيان حول عملية الإخلاء حصل مهاجر نيوز على نسخة منه، أعلنت مفوضية اللاجئين أنها ساعدت في نقل جميع طالبي اللجوء المحتجزين في مركز احتجاز الزنتان (ضهر الجبل) إلى طرابلس على مدى الأيام القليلة الماضية، بعد إطلاق سراحهم من قبل السلطات.

وقالت المفوضية إنها عملت "مع متطوعين من اللاجئين لتحديد أماكن إقامة مؤقتة لمن تم إطلاق سراحهم (من الزنتان)، إلى أن يتمكنوا من العمل على ترتيبات إقامة خاصة بهم".

وجاء في البيان أن المفوضية نظمت عمليات "نقل المهاجرين إلى طرابلس، بمرافقة من إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية التابعة لوزارة الداخلية الليبية. وتم تزويد المفرج عنهم بمواد غذائية ومستلزمات النظافة الشخصية كما خضعوا لفحوصات طبية. وسيحصل المهاجرون المفرج عنهم أيضا على معونة مالية، لمرة واحدة، لمساعدتهم في دفع تكاليف الإيجار وتأمين احتياجات الطعام...".

وثمنت المفوضية دور السلطات الليبية في تسهيل هذه العملية، مذكرة أنه لا يزال ما يقرب من ألف مهاجر وطالب لجوء في مراكز احتجاز تديرها الحكومة الليبية، من بينهم 190 شخصا تعنى بهم المفوضية.

ظروف معيشية سيئة للغاية

وفي تموزيوليو الماضي، تعرض المركز لهجمات من مجموعة مسلحة بهدف اختطاف أشخاص من هناك، بحسب شهادات لمهاجرين. وأكدت المنظمة الدولية للهجرة الأنباء حول ذلك الهجوم.

وعبرت عدة منظمات غير حكومية مرارا عن تنديدها بالظروف المعيشية للمهاجرين في ليبيا عامة وفي الزنتان خاصة.

موضوع يهمك : باريس تسجيل نحو 10 آلاف محاولة عبور أو دخول باتجاه بريطانيا خلال 2020م

وحسب بيان مفوضية اللاجئين، "كان معظم المفرج عنهم محتجزين منذ أكثر من عامين في ظروف بالغة الصعوبة. ولطالما دعت المفوضية إلى إطلاق سراح جميع اللاجئين وطالبي اللجوء من الاحتجاز وإنهاء الاحتجاز التعسفي في ليبيا". 

ويعاني المهاجرون الذين استفادوا من حزمة المساعدات المدنية الخاصة بمفوضية اللاجئين من مشكلة إيجاد مسكن يتناسب والمبلغ الذي بحوزتهم، فضلا عن صعوبة إيجاد مساكن آمنة لهم بعيدة عن اعتداءات بعض المسلحين، كما جرى مع بعض المهاجرين الإريتريين قبل نحو أسبوع، حين دخل أحد المسلحين الليبيين إلى مقر إقامتهم وبدأ بإطلاق النار من سلاح كان بحوزته.

وكان مهاجر نيوز قد جمع عددا من الشهادات لمهاجرين في ليبيا تحدثوا فيها عن الظروف المأساوية العامة التي يمرون بها، كالخطف والاستغلال والعمل المجاني، فضلا عن الشعور بعدم الأمان حتى مع وجود عناصر من الشرطة، الذين بحسب شهادات بعض المهاجرين، يشاركون باختطافهم واستغلالهم في مراكز الاحتجاز.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي