حصاد

2021-01-09

علي جعفر العلاق*


(إلى مظفر النواب ثانية)

جوقةٌ من ظباءٍ تجوبُ القصيدةَ..
قاطرةٌ تتلوّى من القهْـرِ..
تنشبُ أظفارَها في العراءٍ الذي
يتكررُ في كل ثانيةٍ..
بينما تتتلفّتُ، من فرطِ
لهفتها، السيّدةْ..

كان يذوي وحيداً
على قـاع زنزانةٍ تتآكلُ فيها اللغة…
ليس إلا عويلُ الحديدِ، يمرُّعلى قشرةِ الروحِ..
إلا الحبيبةُ تشرقُ، ملءَ القصيدةِ، مبتعدةْ..

ببقيةِ ملْعقةٍ أو سكاكينَ عمياءَ يحفـرُ أيامَهُ..
وينقّبُ في طينِ وحشتها الصّلِدةْ
عَـلّهُ واجـدٌ هُـدْهُـداً، يتقدّمُهُ
صاعداً في الظلام إلى سُـرّةِ الأرضِ
أو شمسها المجهدةْ..

يتأمّلُ في قاع بئرٍ معطّلةٍ :
مدنٌ تتآكلُ بين يديهِ..
تجـاعيدُ تكتبُ بالضوءِ
ما تهملُ الذاكرةْ..
ثم ينفضُ عن ماءِ مرآتهِ ضجّة القاطرةْ:
ذي وجوهٌ تغيبُ، وأخرى تطلُّ على وطنٍ
يتساقطُ من شاهقٍ..
عرباتٌ تروحُ وأخرى تجيءُ..
ترفرفُ ما بين عينيه رائحةٌ لغيابٍ وشيكْ
لا يرى بَدْءَهُ، لا يرى منتهاهْ..
لا يحفُّ بهِ، في تموّج هذي المرايا، سواهْ..
هل تَملُّ من الحلْمِ قاطرةٌ؟
هل تملُّ القصيدةُ فوضى استعاراتها؟
هل تملُّ تلفّتَها السيدةْ؟
كان ثمّةَ دمعٌ يضيءُ
وثَـمَّ حنينٌ تضيقُ به الأوردةْ..

 

*شاعر عراقي







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي