الخليج على صفيح ساخن بعد تصعيد أمريكي إيراني

ستراتفور
2021-01-08

 

ستظل المخاطر الأمنية في الخليج العربي والعراق متصاعدة بعد أن يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن" منصبه، بالرغم من نيته الدخول في مفاوضات مع طهران.

ويهدد تصعيد النشاط النووي والبحري الإيراني منذ 31 ديسمبر/كانون الأول بإثارة رد عسكري في المنطقة، بما في ذلك هجوم أمريكي محتمل على الأراضي الإيرانية.

في 3 يناير/كانون الثاني، أعلن وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة "كريستوفر ميللر" تراجعه عن قرار سحب حاملة الطائرات "نيميتز" من منطقة الخليج؛ بسبب "التهديدات التي أصدرها القادة الإيرانيون ضد الرئيس دونالد ترامب ومسؤولين حكوميين أمريكيين آخرين".

ورغم أن البنتاجون لم يحدد ما الذي كان يلمح إليه "ميللر"، إلا أن تصريح الأخير جاء بعد بيان للرئيس الإيراني "حسن روحاني"، في 31 ديسمبر/كانون الأول، تضمن عبارة تمت ترجمتها في البداية "سيتم إقصاء ترامب من الحياة". ومنذ ذلك الحين، اعتبر المسؤولون الإيرانيون أن هذا كان خطأ في الترجمة، موضحين أن "روحاني" كان يشير إلى الحياة السياسية لـ"ترامب".

لكن خطط حاملة الطائرات "نيميتز" جاءت وسط سلسلة من الاعتداءات الإيرانية الأخيرة. ففي 31 ديسمبر/كانون الأول، تم العثور على لغم في ناقلة نفط بالقرب من محطة البصرة للنفط، ويعتقد أن إيران كانت وراء الحادث.

وفي 1 يناير/كانون الثاني، أبلغت إيران المنظمة الدولية للطاقة الذرية بأنها تخطط للبدء في زيادة مستويات تخصيب اليورانيوم إلى 20% في محطة "فوردو" لتخصيب الوقود. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 4 يناير/كانون الثاني أن إيران بدأت العملية.

وفي غضون ذلك، احتجزت إيران ناقلة النفط "هانكوك تشامي" التي ترفع علم كوريا الجنوبية، والتي كانت تمر عبر الخليج العربي في طريقها إلى الإمارات؛ بدعوى أنها تلوث المياه. وفي 5 و6 يناير/كانون الثاني، أطلق الجيش الإيراني مناورات عسكرية لمدة يومين تشمل الطائرات المسيّرة والمضادات الجوية.

موضوع يهمك : 12 من زعماء العالم يحددون ملامح 2021م

 وتشير حوادث الناقلات إلى أن إيران لا تزال على استعداد لاستئناف الهجمات ضد البنية التحتية للنفط والغاز إذا لم تتجه إدارة "بايدن" لتخفيف العقوبات؛ حيث تسعى طهران إلى رفع تكلفة استمرار العقوبات على الولايات المتحدة وحلفائها. من خلال فرض أزمة أمنية ونووية، يسعى القادة الإيرانيون إلى إجبار إدارة "بايدن" على جعل المفاوضات مع طهران أولوية بعد تنصيبه.

 إذا نجح مثل هذا الضغط في تخفيف العقوبات، فإن المحافظين والمتشددين في إيران سيحصدون الفوائد السياسية في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 18 يونيو/حزيران؛ مما يمنحهم دورًا أكبر في المحادثات المستقبلية مع الغرب.

وتعد زيادة التخصيب إلى 20% هي إحدى الخطوات المنصوص عليها في القانون الجديد الذي أقره البرلمان الإيراني مؤخرًا، والذي يهدف إلى تكثيف برنامج إيران النووي خلال الأشهر الستة المقبلة.

وشنت إيران في عام 2019، عدة هجمات على ناقلات النفط في الخليج العربي والبنية التحتية النفطية السعودية. ووقع الهجوم الأكبر في سبتمبر/أيلول 2019، ضد منشآت معالجة النفط في بقيق وخريص في السعودية.

ومن المرجح أن تؤدي استراتيجية إيران الحالية إلى تهديد استقرار المنطقة المحيطة بها؛ حيث سترفع خطر الضربات العقابية من الولايات المتحدة وإسرائيل 

وستنظر واشنطن وإسرائيل إلى زيادة مستويات تخصيب اليورانيوم إلى 20% على أنها خطوة مثيرة للقلق بشكل خاص؛ لأن تخزين اليورانيوم المخصب إلى هذا المستوى من شأنه أن يقلل بشكل كبير من الوقت اللازم لصنع سلاح. وفي الأسابيع القليلة المتبقية له في منصبه، يبدو أن "ترامب" أكثر استعدادا لتوجيه ضربة ضد إيران من خليفته.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي