عيني لا تدمعُ.. دمي لا يصدأ

2021-01-05

نضال برقان:

هذا العامُ سأحتفلُ بيومِ مولدي جيدًا

سأضعُ ماءً كثيرًا للعصافيرِ على السور

سأغني للياسمينةِ حتى تتدفّق

سأعلّقُ فأسَ النسيانِ الذهبيةَ على كتفي

بعد أن أحطمَ بها سماواتٍ ناشفةً

وذكرياتٍ من دون روائحَ

وناسًا نيئين.

* * *

لنْ أتورّطَ مجددًا في مديحِ الفراغ

لن أصطفَّ ضمنَ جوقةِ العدم

لن أسلِّمَ نفسي للظلمةِ المستترةِ في المرآة

أيتها الأمهاتُ الباسقاتُ

والشقيقاتُ اليانعاتُ

يا غيمتي وبناتها

دلّين جدائلَكنّ المخضباتِ بالحناءِ والحكايا

وانشلنني..

* * *

سنحتفلُ اليومَ سويًا يا رولا

خبزُنا صنعناهُ بأيدينا

وسماؤنا رفعناها أغنيةً تلو أغنيةٍ

وبناتُنا حفظن حكاياتِ الجنياتِ الطيبات

وتعلّمن كيف يرتقنَ قلوبَهنّ بأيديهن

كلما هبّ هوىً

أو تكسرَ في الجوار.

* * *

كأنّها الخمسون؟

مررن غريباتٍ كلهنّ

لا أعرف من أين جئنَ وإلى أين مضين

أما هذه فلن أتركها

سأملؤها من بساتينكِ

سأعلمها أسرار روائحكِ كلِّها

سأجعلُها تتخذُ من اسمكِ قِبلةً من أجلها

ورصاصةً من أجلي.

* * *

في المقطعِ الأخيرِ من القصيدة

سيدةٌ تنتظرُ حصّتها منكَ ببهجةٍ

وبناتٌ زيّنّ الكونَ لعودتِكَ

ونباتاتٌ يتطلعن إليكَ كأنك أكثرُ من أبٍ

في المقطعِ الأخيرِ من القصيدة

تكونُ العتمةُ قد تجمّعتْ تحتَ جلدِكَ

وراحت تنشفُ شيئًا فشيئًا

يا رولا

ويا شقيقاتِ الياسمينةِ والكرمةِ والنجوم

دلّين جدائِلَكنّ.. وانشلنني

قبلَ أن أنهى القصيدةَ

قبلَ أن يُقضى عليّ..

 

٭ شاعر أردني







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي